المهنة تتطلع إلى أن تكون المنحة في قيمة التضحية تونس الصباح تجسيما لمضمون القرار الرئاسي المتعلق بالتمديد في الراحة البيولوجية بقطاع الصيد البحري لمدة ثلاثة أشهر بالمناطق المهددة وبعث صندوق لتمويلها، وبعد مرور شهر ونيف عن اعتماد هذه الراحة علمت «الصباح» بأنه سيشرع قريبا في صرف مستحقات المنخرطين في نظام الراحة البيولوجية كتعويض لهم عن توقف نشاطهم لمدة 90 يوما، وستهدف المساعدات المالية العاملين في القطاع والملتزمين بشروط الراحة وضوابطها.. والذين لم يحولوا وجهة ابحارهم للصيد من خليج قابس كمنطقة صيد تخضع للراحة البيولوجية الى مناطق اخرى مع الاشارة الى أن القانون المنظم لهذه الراحة ضبط آليات لتمويلها عن طريق ارساء معلوم يوظف على منتجي ومصدري منتجات الصيد البحري. وقد تولى الأمر المنظم لأحكام الراحة البيولوجية لسنة 2009 تحديد الضوابط التي يتم بها احتساب الامتيازات أو المبالغ العائدة لأفراد طاقم وحدات الصيد المعطلة عن العمل وفق وظائفهم.. وسجلت الراحة هذه السنة اقبالا محترما من اصحاب المهنة، وتحديدا من مجهزي وحدات الصيد بالجر الناشطين بمنطقة خليج قابس حيث بلغ عدد ملفات المساعدات الصادرة عن المجهزين 160 ملفا الى غاية موفى الأسبوع الماضي، ما يعادل نسبة 90% من الوحدات الناشطة والتي لم تغادر للعمل خارج منطقة قابس وتقدمت بملف للمشاركة في الراحة.. وعلى أهمية مؤشر المشاركة فإن دراسة ملفات التعويض المادي للراحة تجري في اطار من التحري الدقيق قصد استكمال المعطيات الواجب التصريح بها بالملف. ووفق ما توفر لنا من معطيات فان الاعتمادات المؤمنة بصندوق تمويل الراحة البيولوجية تغطي متطلبات هذا النظام وسيتولى المجمع المهني المشترك لمنتوجات الصيد البحري صرف هذه المساعدات بعد مصادقة طبعا اللجنة الجهوية لاسناد الامتيازات والتي ستعقد أولى جلساتها في الفترة القريبة القادمة. ويستند الانخراط في الراحة البيولوجية الى مبدإ حرية المشاركة ويسمح لمن يرفض الانخراط فيه من أصحاب مراكب الصيد بالجر مواصلة النشاط شرط أن يتم ذلك خارج خليج قابس وينطبق هذا الاجراء على 47 وحدة صيد بالجر آثر مجهزوها العمل في مناطق تخرج عن منظومة الراحة.. على صعيد آخر وبرصد رأي أصحاب المهنة حول مدى التزام المشاركين في المنظومة بضوابطها وعدم الاخلال بتعهداتهم واستجلاء رأيهم في مسألة صرف منحة الراحة، أفادنا كاتب عام جامعة الصيد في الاعماق نور الدين بن عياد «أنه لم تسجل اخلالات في احترام الراحة البيولوجية من قبل وحدات الصيد المنخرطة في هذه الآلية.. الا أنه في المقابل كانت المهنة تتوقع أن تكون قيمة المنحة في مستوى التضحيات التي يتكبدها البحارة والمجهزون في مثل هذه الفترة من السنة التي تكثر فيها مناسبات الانفاق في رمضان وعيد الفطر والعودة مدرسية..» واصفا قيمة المساعدات التي ستصل المعنيين بها بالبسيطة مقارنة بمعلوم المنحة المعتبرة المعتمدة في عدد من الدول المتوسطية لمزيد تحفيز بحارتها على الانخراط في هذا النظام وانجاحه.. ودعا بن عياد الجهات الرسمية الساهرة على احترام تطبيق الراحة البيولوجية الى التنسيق المحكم مع نظرائها بالبلدان المتوسطية حتى لا يذهب «خيرنا لغيرنا» ويتم الالتزام من الداخل كما من خارج حدود مياهنا الاقليمية بالاطار الزماني والمكاني المحدد للراحة البيولوجية.