عاشت السوق أمس الموافق لليوم الاول من شهر رمضان المعظم حالة من الوفرة قابلها التونسيون بلهفة كبيرة متوقعة في مثل هذا اليوم. وفي السوق المركزية تزاحم الناس أمام كل المحلات و»النصبات» والاروقة تقريبا طلبا للتزود بمختلف المواد الاستهلاكية التي توفرت بكميات هائلة وبأسعار بدت مناسبة وهادئة. وما كانت لهفة الناس والضغط الكبير الذي عرفته الاسواق والمحلات والمساحات التجارية الكبرى أن تمر بسلام ودون تأثيرات لولا عنصر الوفرة الذي اعتمدت عليه مصالح وزارة التجارة قبل حلول رمضان. الوفرة تؤكدها حالة الاسواق كما تؤكدها الارقام أيضا حيث سجلت سوق الجملة ببئر القصعة أمس دخول 2300 طن من الخضر والغلال والاسماك بشتى أصنافها. وتوفرت بهذه السوق تحديدا 200 طن من البطاطا و170 طنا من الطماطم و185 طنا من الفلفل (حار وحلو) و70 طنا من البصل الجاف و40 طنا من البصل الاخضر. كما توفرت كميات ضخمة من الغلال قدّرت ب 125 طنا من الرمان و175 طنا من الاجاص و280 طنا من التفاح و150 طنا من العنب من مختلف الاصناف و50 طنا من البطيخ. وحتى التمور التي انطلق موسمها يوم 10 أكتوبر الجاري فقد توفرت بكميات لا بأس بها بلغت 75 طنا ستدعم خلال الايام المقبلة مع تقدم الموسم. عرض وفير وأدرك عرض الاسماك من مختلف الاصناف أرقاما قياسية حيث كان في حدود 60 طنا توزعت على 16 طنا من صنف التريليا الحمراء والبيضاء و9 أطنان سردينة و12 طنا غزال و4 أطنان شورو وطنين مرجان ومثلها سمك من نوع النزلي. انعكاس هذا العرض الوفير كان واضحا جدا على مستوى الاسعار التي كانت معقولة في الجملة حيث استقرت الاسعار الاكثر تداولا بين تجار السوق المركزية في معدلات تتلاءم مع المقدرة الشرائية ومع جيب المواطن من الشريحة المتوسطة كانت في حدود 350 مليما للكيلو غرام من البطاطا و420 مليما للطماطم و250 مليما للبصل الجاف و480 مليما للبصل الاخضر و700 مليم للفلفل الحار و600 مليم للفلفل الحلو فيما تراوحت أسعار الليمون الذي يزيد استهلاكه بشكل كبير في رمضان بين 850 و980 مليما للكيلو غرام الواحد. رحيمة وبيعت الغلال أيضا بأسعار رحيمة ومعقولة بالنسبة لعموم التونسيين بلغت 750 و850 مليم للكيلوغرام من الرمان و500 و660 مليما للاجاص والتفاح فيما استقر سعر العنب لدى أغلب التجار في حدود 1180 مليما وتراوح سعر التمر بين 1600 و3200 مليم بحسب الجودة. ولم يختلف الوضع بالنسبة الى أسعار السمك خصوصا بالنسبة الى الاصناف الشعبية مثل السردينة التي تراوح سعر الكيلوغرام منها بين 800 و1200 مليم والمرجان بين دينارين و7800 مليم والشورو نزل سعره الى دينارين والتريليا التي بيعت بأسعار متفاوتة حسب الجودة تراوحت بين 2480 و10 دنانير. ولوحظ في فضاء بيع الاسماك بالسوق المركزية عرض وفير للنبري الذي نزل سعره الى حد الدينارين وهو ما لم يحصل في الايام السابقة. وتؤكد حالة السوق في أول يوم من رمضان وما تميزت به من استقرار رغم الضغط واللهفة صحة النهج الذي سلكته الجهات الرسمية المعنية بتزويد السوق وعلى رأسها وزارة التجارة التي عرفت كيف تستعد للمناسبة بصفة مبكرة واعتمدت على عنصر الوفرة من خلال تكثيف الانتاج وتسريع إنزال المخزونات الى الاسواق.