المستهلك.. عين على حاجيات العودة المدرسية.. وأخرى على استحقاقات رمضان تونس الصباح شهدت حركة السوق منذ اواسط الاسبوع الفارط تطورا مشهودا في نشاطها ، حيث برزت حركة المعروضات على اختلاف انواعها وواكبها تسوق المواطنين في اتجاهين اساسيين الاول تركز على الشراءات المدرسية، اما الثاني فاتجه الى حاجيات رمضان من الخضر والغلال والحليب واللحوم وغيرها من الاستحقاقات التي يتطلبها هذا الشهر ... فما هو البارز في مجال المعروضات .. وكيف يتعامل المواطنون مع هذا الواقع الجديد الذي فرضته عوامل العودة المدرسية من ناحية ورمضان من الناحية الاخرى؟ مشهد السوق والحركة التجارية يبدو ان ثقل المسؤولية الاجتماعية بخصوص العودة المدرسية وقدوم شهر رمضان معا قد افرز حركية عادية، بعيدة عما كنا نعيشه من مشاهد الاقبال المكثف على الشراءات المبالغة فيها... هذا ما يمكن تسجيله في البداية على اثر زيارة قمنا بها لمتابعة حركة السوق والاقبال على الشراءات والتسوق اليومي للمواطنين اما بخصوص المعروضات فان مشاهد العرض ما انفكت تتطور من يوم الى آخر، حيث عملت وزارة التجارة على الاستعداد الكامل للمناسبتين بتوفير كل المسلتزمات سواء منها الاستهلاكية او ما تعلق منها بالادوات والملابس والاحذية الخاصة بالعودة المدرسية. والملاحظ ايضا ان الاقبال مازال متركزا اكثر على الحاجيات المدرسية باعتبارها تمثل أولوية لدى العائلات ولا تتطلب التأخير، في حين مثلت حاجيات رمضان المستوى الثاني في اهتماماتهم ، وهو أمر يبقى مفهوما ومعقولا على اعتبار قيمة افتتاح السنة الدراسية والتعليم وتبجيله على غيره من المواسم الاخرى، خاصة ذات البعد الاستهلاكي . المعروضات .. الاسعار والمراقبة افادت مصادر عليمة من سوق الجملة ببئر القصعة ان الواردات اليومية على هذه السوق ما انفكت تتطور خلال هذه الايام من يوم الى آخر وقد بلغت خلال نهاية الاسبوع الفارط زهاء 1850 طنا من كافة انواع الخضر والغلال والاسماك وذلك بتسجيل زيادة تناهز 3 اطنان من المواد الاستهلاكية .. وقدرت هذه المصادر امكانية مزيد تطور العرض على اساس تطور الاستهلاك واستعداد الفلاحين لهذا الموسم الرمضاني... اما بخصوص المعروضات من مجمل هذه المواد داخل الاسواق اليومية سواء بالعاصمة او بغيرها من الولايات فقد علمنا ايضا انها تسير في اتجاه تصاعدي استعدادا لرمضان وذلك على الرغم من أن حركة الشراءات لم تواكب هذا التطور في العرض. ويشير بعض المراقبين انه من المنتظر ان تتحرك عمليات التسوق والشراءات بشكل اهم خلال اليومين الاخيرين نظرا لأن التونسي تعود على هذا النمط قبل استهلال رمضان بيوم او يومين فقط وبخصوص الاسعار فقد لاحظ العديد من المواطنين انها مرتفعة مقارنة مع مستوياتها خلال رمضان الفارط.. حيث اكد لنا البعض ان هناك زيادة بما يناهز ال 4 او 5 دينارات في مستوى قفة الخضر المعتادة دون الاشارة الى اللحوم او الغلال . ويبدو ان هذه الظاهرة قد لمسها جميع المواطنين، مما دعاهم الى التساؤل عن استقرار الاسعار وتدفق السلع طوال ايام رمضان وربما امكانية الزيادة في الاسعار. مسالك التوزيع وتضارب الاسعار ان المظهر الاساسي الذي لفت نظر العديد من المواطنين في مثل هذه الايام هو تضارب الاسعار وتفاوتها على مستوى الجهات ولدي نقاط البيع بالتفصيل... فإننا لو اتجهنا الى الاسواق اليومية مثل السوق المركزية بالعاصمة او سوق اريانة أو سوق سيدي البحري او باب الفلة للاحظنا استقرارا هاما لاسعار المعروضات من الخضر والغلال حتى وان حصلت زيادات طفيفة فإن الاسعار تبقى مقبولة جدا ويرضى عنها المواطنون بشكل عام وعلى سبيل الذكر لا الحصر فإن الخضر حافظت بشكل عام على حضورها واسعارها بل زادت عن المعتاد الجاري به العمل في الايام السابقة كما استقرت اسعار الغلال الصيفية منها والخريفية حيث تراوحت اسعار العنب بين 0.800 دينار و1.400 دينار على اقصى تقدير، بينما تأرجحت اسعار الاجاص بين 0.900 دينار و1.200 دينار، في حين لم تشهد انواع الخضر سوى زيادة طفيفة سواء الورقية منها او غيرها حيث لم تتعد 30 مليما.. لكن مقابل هذا اطلقت نقاط البيع الخاصة بهذا المجال داخل مجمل الاحياء مثل الغزالة وسكرة وحي الخضراء والزهور والزهروني العنان للترفيع في الاسعار الى حد يلفت الانتباه، حيث تباع الخضر بزيادة في الكلغ الواحد تصل الى 0.240 دينار لاصناف الخضر من طماطم وفلفل وبطاطا وغيرها من الخضروات الورقية، بينما تعرض اصناف الغلال باسعار أرفع بكثير مما هي عليه في الاسواق اليومية، كأن يباع العنب ما بين 1.200 دينار الى2.200 دينار وكذلك الاجاص الذي تبلغ اسعاره لدى هؤلاء حدود 2.200 دينار للكلغ الواحد. ولعلنا في هذا الجانب نتساءل عن اسباب هذا الترفيع في الاسعار لدى هؤلاء التجار وعن مدى وصول المراقبة الاقتصادية لهم، كما يلفت عديد المواطنين نظر المراقبة الى اساليب تزود هؤلاء التجار بالسلع وظهور شاحنات الصغيرة لتزويدهم دون المرور بسوق الجملة كمسلك اساسي للتزويد اللحوم الحمراء والبيضاء وتفاوت الاسعار اما بخصوص اللحوم الحمراء فان مشهد السوق يبدو مرضيا جدا على مستوى النوع الاحمر منها، حيث تتوفر لحوم البقر والضأن في كل الجهات، علاوة على الكميات الهامة التي يجري منذ مدة جلبها من الخارج لتعزيز المنظومة وخلق توازنات في العرض، غير ان المنشود في هذا الجانب هو توحيد الاسعار الذي مثل مطلب نقابة القصابين وكذلك احترام الاسعار المرجعية التي اقرتها وزارة التجارة منذ السنة الفارطة، ولعلنا في هذا الجانب نلاحظ تفاوت اسعار لحم البقر والضأن خاصة بين العاصمة وبقية المدن الاخري ففيما تباع هذه اللحوم بسعر 10.500 دينار للكلغ الواحد من لحم الهبرة البقري وكذلك العلوش في كل المدن وضواحي العاصمة، يعمد تجار تونس الكبرى الى بيعها ب 12.500 دينار. فلماذا هذا التفاوت في الاسعار. اما بخصوص اللحوم البيضاء، فهي بعد طفرة الزيادات الحاصلة خلال هذا الصيف قد بقيت مرتفعة الثمن لدى باعة التفصيل والجملة، ولعل ما يلفت الانتباه هو التجاوزات التي يقوم بها باعة التفصيل الذين لم يتوانوا في رفع من هذه الاسعارالى حدود 5 دينارات للكلغ الواحد للدجاج وذلك في احياء مثل حي خالد ابن الوليد بدوار هيشر من ولاية منوبة وفي الزهور والزهروني واحياء بحمام الأنف وغيرها من تلك الاحياء الكثيرة التي ربما لا تطالها عين المراقبة الاقتصادية؟