تونس الصباح بعد أن اكتشف أمرها وتبين للجميع أن المشروبات الغازية مضرة بالصحة.. ولايهام المستهلكين بخلوها من الاخطار خاصة على المصابين بمرض السكري وغيره من الأمراض المزمنة، اختارت بعض شركات المشروبات الغازية تسويق نوعية أخرى من هذه المشروبات وأطلقت عليها مشروبات «لايت» أي الخفيفة.. وسمتها بالمشروبات الخالية من السكر (صفر سكر). لكن هل هي حقا خالية من المضار ولا خوف على صحتنا من استهلاكها؟ عن هذا السؤال أجاب الدكتور عبد المجيد عبيد المختص في التغذية بالمعهد الوطني للتغذية والتقنيات الغذائية بتونس. وأكد الدكتور على أن هذه المشروبات مع مر الزمن وعند الاكثار من تناولها تحدث تغييرات في وظائف جسم الانسان وتجعلها تخرج عن الحالة الطبيعية الى حالة أخرى وهذا يؤدي الى الاصابة بأمراض جراء عدم تعديل مادة الأنسولين وبالتالي فان هذه المشروبات تهيء للاصابة بمرض السكري. نوعية أخرى من السكريات فسر الدكتور عبيد أن اختيار كلمة خفيفة من قبل الشركات المصنعة يأتي في اتجاه التخفيف من نسبة السكر العادية في المشروبات الغازية وتعويضها بنوع آخر من السكر وهو سكر مصنع يعطي المذاق الحلو. وبين أنه بالاضافة الى هذه النوعية من السكر فانه بالامكان استعمال سكر نباتي وله ايضا مذاق حلو لكن ليس له نفس القدر من السعرات الحرارية والطاقة.. وتحتوي المشروبات الغازية الخفيفة زيادة على السكر المصنع أو السكر النباتي على المواد الملونة.. وكل مشروب له مادة خاصة به تعطي النكهة لذلك المشروب، وبين الدكتور عبيد أن المختصين في التغذية يجهلون مكونات هذه المادة الملونة نظرا لأن الشركات المنتجة تعتبرها سرا من أسرار المهنة ولا تكشف عنه. وأضاف الدكتور أن هذه المواد لها تأثيرات على جسم الانسان اذ أنها تجعله في تبعية لها، اذ تبين بالكاشف أن من يواظب على شرب نوعية معينة من المشروبات الغازية فإنه يتعود عليها وتسكنه الرغبة في تناولها على الدوام وبالتالي فإن الجسم يصبح في تبعية لذلك المشروب.. واذا كان المشروب الخفيف (اللايت) خاليا من السكر العادي فانه يحتوي على المادة الخاصة التي تعطي نكهة المشروب التي تجعل الجسم في تبعية له.. ولعل الملفت للانتباه أن مستهلك المشروبات الغازية الخفيفة يطمئن لخلو مشروبه من السكر ويضاعف من حجم الاستهلاك ويفرط في تناولها.. وذكر المختص في التغذية أن هذا الأمر يحدث رغما عنه، فهو في حاجة فيزيولوجية لأن الجسم تعود على نوعية من المواد المحلية وعلى النكهة الخاصة بالمشروب ويصعب عليه التخلص من التبعية.. دعوة للحذر دعا الدكتور المستهلك الى الحذر من هذه النوعية من المشروبات الغازية لأنها قادرة على مر الأيام على إلحاق أضرار بالوظائف الداخلية لتعديل وتنظيم توازن الغدد وافرازاتها، وخلافا لاعتقاد البعض أن المشروبات الغازية تطفئ العطش خاصة بعد الصوم، نفى الدكتور عبيد هذا الأمر وقال «بالعكس، هي مشروبات تضاعف الاحساس بالعطش..»، ونصح المختص في التغذية المستهلك بشرب المواد الطبيعية وخاصة املاءة وكذلك الحليب وماء النعناع والزهر والعطرشية فهي أنفع للصحة من المشروبات الخفيفة (لايت) لأن حلاوتها ليست طبيعية وهي ليست من الأشياء المنصوح بها لجسم الانسان.