بتخلي الإدارة الأمريكية عن مخطط نشر الدرع الصاروخي في أوروبا الشرقية وتحديدا في بولونيا وتشيكيا يكون أوباما قد أوفى بما كان قد وعد به بخصوص إعادة النظر في المشروع، وقد يبدو القرار مفاجئا باعتبار أن الرئيس الأمريكي ظل مترددا بشأن بقية الملفات والقضايا مفضلا الإبقاء على توجهات سلفه جورج بوش. والمؤكد أن روسيا تعتبر في درجة أولى أبرز مستفيد من تراجع واشنطن لأنها كانت من أشد المعارضين للدرع الصاروخي على اعتبار أنه يشكل تهديدا مباشرا لأمنها وفي درجة ثانية إيران التي ادعى بوش أنه اقترح نشر الدرع الصاروخي تحسبا لخطر محتمل من صواريخ طويلة المدى تطلق من منطقة الشرق الأوسط وخصوصا من قبل طهران. ولذلك سيتمكن أوباما من تحقيق بعض الافراج في علاقاته ببعض الدول مثل روسيا التي يحتاجها حاليا لدعم الحرب في أفغانستان إضافة إلى تخفيف الضغط على إيران لحملها على إعادة مراجعة موقفها بخصوص برنامجها النووي ولكن في المقابل قد يثير هذا القرار حفيظة بلدان عديدة في أوروبا الشرقية راهنت على الحماية الأمريكية في مواجهة التهديدات الروسية. وحتى إذا كان الأمر يتعلق بجزئية في سياسة أوباما فإن الطريق طويل لكي يراجع كليا سياسة بوش ولكنها خطوة في هذا الاتجاه.