تونس - الصباح: لم نكن نتوقع غير ذلك من المنتج التونسي طارق بن عمار حينما تحدث عن الفنان الأسطورة الراحل «مايكل جاكسون». لأنه كان صديقا مقربا منه بالإضافة إلى أنه اشتغل معه كمدير أعمال وربما كوليّ أمر في بعض الأوقات وفق ما فهمنا من بعض تصريحات طارق بن عمار على قناة نسمة. وكان دافع بقوة عن صديقه خلال استضافته ببرنامج «ناس نسمة» في سهرة الجمعة بمناسبة عرض الفيلم التسجيلي المنتظر حول «مايكل جاكسون» بقاعاتنا السينمائية بداية من 30 أكتوبر الجاري، يومان فقط بعد عرضه الأول العالمي (28 أكتوبر). شاهد على أسطورة يحمل الفيلم عنوان «ذيس إيز إيت» وسيعرض بقاعات حنبعل بالمنار والكوليزي وسط العاصمة والحمراء بضاحية المرسى. ونفى طارق بن عمار كل ما راج من أخبار تسيء للفنان الراحل لاسيما منها ما يتعلق بالقضايا الأخلاقية وخاصة ما يعرف بقضايا التحرش الجنسي بالأطفال. ولا نتصور أن طارق بن عمار يصل به الأمر إلى الإستشهاد بعائلته حيث لم يتردد في القول أنه كان يطمئن للراحل مع عائلته وخاصة أبنائه إن لم يكن متأكدا من براءة «مايكل جاكسون» من التهم التي وجهت إليه. وما انفك طارق بن عمار يقول أن «مايكل جاكسون» كان منذ شهرته التي بدأت مبكرا جدا (عندما لم يكن سوى مراهق) ظل مستغلا من العاملين معه ولم يتردد في توجيه تهمة السرقة لهؤلاء إلخ... من الأمور التي تهم شخصية ملك «البوب» الراحل «مايكل جاكسون». ولئن كان ما قاله طارق بن عمار وهو في أغلبه معروف من قبل لأن المنتج التونسي له قدرة بحكم استثماراته في مجال السينما والتلفزيون بالخارج على الوصول إلى أبرز المنابر الإعلامية الغربية وسبق أن اتهم طارق بن عمار أطباء «مايكل جاكسون» بالتسبب في موته بسبب كثرة الأدوية التي كانوا يلزمونه بها فإن ما قاله على قناة نسمة وبالإضافة إلى كونه شهادة للتاريخ عبارة عن محاولة لإنصاف ذلك الرجل الذي كان وعلى الرغم مما كان يملكه من موهبة وشهرة ضحية سوء الفهم. الفنان المتكامل كان «مايكل جاكسون» وهو الذي أسعد الناس بعروضه وبموهبته الأسطورية دائما محل انتقاد واستهزاء أحيانا ومحل مزايدة . وتتكرر ببساطة من خلال قصة حياة «مايكل جاكسون» أسطورة الإستثنائيين في هذه الحياة. الذين يشعّون ببريقهم على من حولهم لكنهم لا يستطيعون العيش كأيها الناس. ترى حريتهم مصادرة والمزايدات تحاصرهم. وقد فهمنا من خلال كلام طارق بن عمار عن ملك «البوب» الراحل أنه قضى الفترة الأطول من حياته وهو مريض . واستطاع «مايكل جاكسون» طيلة حياته أن يكون على الركح رمزا للقوة والحيوية واستطاع أن يكون في نظر أحبائه ذلك الفنان المتكامل . لم يكن «مايكل جاكسون» سوى ضحية موهبته وتميزه. ضحية تلك المسافة التي استطاع أن يضعها بينه وبين بقية الفنانين. حيث كان قد سبقهم في الفن بقرون. ومن هذا المنطلق نضم صوتنا إلى صوت طارق بن عمار وكل من آمن بموهبة الرجل وبمرحلة الأسطورة التي بلغها وهم كثيرون وقد كشف حدث موته عن عدد أحباء «مايكل جاكسون» الذين يتوزعون على مختلف أنحاء العالم، نضم صوتنا لهؤلاء لنولي ظهورنا للمختصين في تحطيم كل شيء جميل والتشكيك في كل كفاءة والقدح في كل موهبة وإعلان الحرب على كل متفوق وكل من يرون فيه مرآة تعكس لهم عجزهم كي نحتفظ في ذاكرتنا بكل لحظة كان فيها «مايكل جاكسون» سببا مباشرا في إدخال لحظة سعادة على الناس. حسبنا أنه كلما غنى ورقص اهتزت له الأحاسيس وطربت الأبدان وانتشت الروح.