تونس-الصّباح: تفيد معطيات منظمة الدفاع عن المستهلك أن عدد الشكاوى والملاحظات التي تقبلتها عن طريق الرقم الأخضر خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية. تجاوز ال3000 منها 681 تتعلق بالأسعار و597 تتعلق بالجودة و613 تتعلق بالخدمات و449 تتعلق بالإعلام والإرشاد و295 تتعلق بالتزويد و375 تتعلق بالصحة. ووردت على بريد منظّمة الدفاع عن المستهلك عدة رسائل الكترونية يشتكي أصحابها من تعرضهم لبعض التجاوزات. وعلى رأس قائمتها شكاوى من خدمات الانترنيت ADSL ومسائل متعلقة بالمنظومة العلاجية للكنام. ولكن لا يمكن أن نسلّم بان المستهلك هو الضحية في كل الأوقات وأن كل الشكاوى التي تتلقاها المنظمة تستحق فعلا التدخل »ذلك ما أكده السيد لطفي الخالدي مساعد رئيس مكلّف بالهياكل في منظمة الدفاع عن المستهلك الذي قال »تصل للمنظمة أكثر من خمس رسائل بريدية يوميا وأكثرها شكاوى تخص خدمات الانترنات والكنام. وعموما تحل 70 بالمائة من العدد الجملي للشكاوى« وسائل اتّصال وعن الرقم الأخضر وإشكالية عدم تمكّن بعض المستهلكين من الاتصال بالمنظمة عن طريقه ,أوضح السيد الخالدي« إن الرّقم الأخضر للمنظمة أداة هامّة للتعرّف على مواقع الضعف في العلاقات بين المستهلك والتاجر أو مسدي الخدمات وهو بمثابة المحرار لضبط درجة رضا المستهلك. وتسمح المعطيات الظّرفيّة التي يوفّرها الرّقم الأخضر بصفة دورية بإعطاء فكرة جلّية عن مشاغل المستهلك على مدار السنة.« وأشار السيد لطفي الخالدي إلى انه تتحد الشكاوى من خدمات الانترنيت في التأخير المبالغ فيه في مواعيد ربط الكمبيوتر بالانترنيت وقد يصل التأخير إلى ستة أشهر. إن حصل ذلك فغالبا ما تكون الخدمات رديئة وهو ما جعل المستهلك يتذمر بل ويشعر أحيانا بأنه »ضحية التحيل«. كما أضاف: »في الحقيقة مسلسل الكنام لا يزال متواصلا حتى بعد الجهود الكبيرة المبذولة من طرف وزارة الصحة العمومية لتسهيل وتقريب المعلومة من المواطن. فالعديد من المنخرطين في المنظومة يختارون نوع الانخراط قبل التثبت من مزاياه ومدى ملاءمته لهم. وعند حصول أول إشكال يقع الاتصال بمنظمة الدفاع عن المستهلك ومطالبتها بالحل .« للتوضيح وأورد محدثنا أن العائق الأكبر الذي يحول دون المنظمة وحل النزاعات دون طلب تدخل أطراف أخرى هو المال، وضعف الموارد البشرية. وفي بعض الأحيان لا تجد أي أرضية توافق مع التاجر أو مقدم الخدمات فنحيل الأمر إلى الجهات المعنية، التي تتخذ الإجراءات المناسبة. لكن يمكن أن أؤكد انه عند الوصول إلى القضاء فإن شهادة المنظمة تكون حاسمة لصالح المستهلك. وطبعًا نحن لا نتدخل إلا إذا كنا متأكدين من أن المستهلك تعرّض إلى عملية تحيّل أو غش أو هناك مشكل ما. ولا نتحرك على أساس الإشاعات«. ذكر السيد لطفي الخالدي أن« إحدى الشكاوى التي وصلت المنظمة مؤخرا تهم شركة طيران نظرا لتقديمها موعد إنطلاق الطائرة في اتجاه مدينة داخل الجمهوريّة بساعة دون سابق إنذار لهذا الحريف رغم أنّه كان بالإمكان الاتصال به لإعلامه بهذا التعديل مسبقا. ونجم عن هذه العملية إحساس المواطن ومرافقيه من أفراد عائلته بالخيبة فسارعوا بالاتصال بالمنظمة التي اتصلت بدورها بشركة الطيران المعنية ودعتها لاتخاذ الإجراءات المناسبة قصد جبر الأضرار المعنوية التي لحقت الحريف وأفراد عائلته. وفي ظرف زمني وجيز اتصلنا برد من شركة الطيران التي أقرّت بتعويض المسافر عمّا لحقه من أضرار بتمكينه هو وأفراد عائلته من تذاكر سفر أخرى مجانية . وفي رسالة أخرى توجهت مواطنة من العاصمة بشكوى للمنظمة من محل بيع مواد غذائية اقتنت منه مواد غذائية معلبة تسببت لها في حالة تسمم غذائي حادة وانجر عن توعكها الصحي نقلها إلى المستشفى.. ونظرا لخطورة هذه الرسالة فقد سارعت المنظمة بالاتصال بوزارة الصحة العمومية ودعتها للتحري في الأمر واتخاذ الإجراءات اللازمة لجبر الضرر الذي تعرضت له المواطنة .. وبعد التحري في الأمر عن طريق فريق مراقبة صحيّة تحوّل على عين المكان للقيام بالمعاينة اللازمة تبّين أنّ هذا المحل لا يحترم شروط حفظ الصحة والنظافة فتقرر غلقه .« لصالح المستهلك تقدّم مواطن إلى المنظمة بعريضة مفادها أنّ صيدلانية باعت له تلقيحا ضدّ الحساسيّة تنتهي صلوحيّته بعد شهر من تاريخ شرائه في حين أنّه يحتوي على جرعات يجب استعمالها بصفة متتالية على امتداد ستّة أشهر. وأمام أهمية الموضوع، بادرت المنظمة بالاتّصال بصاحبة المحلّ لافتة انتباهها إلى خطورة الموضوع وداعية إيّاها إلى إرجاع ثمن التلقيح إلى المستهلك، من ناحية، وإلى سحب هذا التلقيح من البيع، من ناحية أخرى، باعتبار أن آخر أجل لاستهلاكه لا يتوافق مع المدّة المحدّدة للمعالجة به. غير أنّ الصيدلانية لم تبد أيّ استعداد للتعاون مع المنظمة في شأن النقطة الثانية المتعلّقة بعدم عرض التلقيح للبيع وهو ما حدا بالمنظمة إلى مراسلة وزارة الصّحة العمومية للفت انتباهها إلى ضرورة الانكباب على الموضوع ذودا عن صحّة المستهلكين وتجنبا للمضاعفات الصحّية التي قد تحدث جرّاء التّمادي في ترويج هذا النوع من التلاقيح دون ملاءمة أجل استهلاكها مع مدّة الاستعمال المحدّدة لها من قبل الطّبيب. شكوى العديد من الشكاوى الطريفة تصل المنظمة كل يوم ومنها أن احد المواطنين المقيمين بالخارج اقتنى ثلاجة من البلد الذي يعيش فيه وجلبها معه إلى تونس . وحين تعطبت الثلاجة اتصل بالمنظمة وطالبها بان تمكنه من إصلاحها مجانا حسب الضمان الذي تسلمه في البلد الأجنبي.