ضغوطات الوضع الراهن بالأسواق العالمية تهدد بأن تصبح هيكلية تونس الصباح:«تقلبات الوضع العالمي في مستوى مادة الحليب ومشتقاته وضغوطات تراجع الانتاج ونفاد المخزونات من الحليب المجفف وتصاعد منحى الاسعار مؤشرات لازمة خانقة تستوجب منا الحذر والمتابعة لكنها تخيفنا ولا تربك سير المنظومة محليا..» هكذا علقت بعض المصادر القريبة من قطاع الالبان حول تداعيات الضغوطات العالمية في مجال الحليب وتصاعد حدة الوضع والذي تحذر بعض التقارير العالمية من امتداده واستمراريته ليصبح هيكليا. ازمة الحليب ومشتقاته في عديد الاسواق العالمية حركتها عوامل متعددة لعل اهمها تزايد الطلب من الصين والهند على هذه المادة وهي بلدان غير منتجة مما خلق ضغطا مهولا على العرض الذي تراجع بطبعه جراء التقلبات المناخية والجفاف وغلاء اسعار الحبوب ومنها الاعلاف بعد ان تحولت مساحات كبرى من هذه الزراعات لانتاج المحروقات البديلة. وكان لتراجع الانتاج في كل من اوكرانيا واستراليا وزيلاندا الجديدة وكذلك أوروبا وهي من البلدان التي توفر امدادات هامة للأسواق في العالم بمادة الحليب المجفف اثره على بورصة الالبان مما حدا بالمجموعة الاوروبية التي اختارت سابقا العمل بنظام الانتاج حسب الحصص للتحكم اكثر في هذه الحلقة الى التفكير في مراجعة العمل بهذا النظام والتوسع في حجم الحصص المقرة لكل دولة لمجابهة ضغوطات الوضع الراهن الذي افرز بدوره منحى خياليا على صعيد قفزة الاسعار في مادتي الحليب المجفف بزيادة فاقت نسبتها 100% وهي مرشحة للزيادة. وزيادة تقدر بما بين 40 و60% في مادة الزبدة والتي تنذر بان ترتفع اكثر مستقبلا.. حدث هذا في بضعة اشهر. في ضوء استمرار الوضع المتأزم وفي ظل تواصل شح ادرار الابقار الغربية للحليب وضحكها هذه المرة على ذقون المستهلكين كيف يبدو الوضع في ضيعاتنا وما هي احوال بقرنا الحلوب..؟ وكيف تلوح تداعيات الوضع العالمي على السوق المحلية؟ وضع مطمئن ولكن.. تبعا للمعطيات التي توفرت لنا سابقا وتجدد تأكيدها مؤخرا فان وضع الانتاج والتزويد لا يبعث على الانشغال بل ان المؤشرات بشأنه مطمئنة على المدى القريب سيما لتغطية حاجيات العودة المدرسية واستهلاك رمضان بتوفر مخزون يكفي لتغطية الطلبات يقدر ب35 مليون لترا كما انه لن يقع اللجوء للسنة الثالثة على التوالي الى توريد حليب الشراب والزبدة وللسنة الثانية لن يتم توريد الحليب المجفف لتوفر الانتاج اللازم لتغطية السوق الداخلية وكذلك ببلوغ حجم صادرات ل5 مليون لتر موفى السنة الجارية التي ستشهد بلوغ حجم انتاج يقدر بمليار لتر مقابل 972 مليون لتر العام الماضي. .. وهكذا تبدو المؤشرات مريحة لكن هذا لا يمنع من وجوب ملازمة الحذر واليقظة وتفعيل عملية رصد الاوضاع العالمية لقطاع الالبان ومتابعة منحى الضغوطات السائدة لمزيد تثمين النتائج المحققة ودعم المنظومة لمحافظة على مكاسبها وتكثيف الاحاطة بالمنتجين سيما الصغار والمتوسطين منهم الذين يؤمنون انتاج 80% من الحليب. وكان من بين الاجراءات التحفيزية المعلنة مؤخرا لفائدة المنتجين الترفيع في السعر المرجعي عند الانتاج ب20 مي ليصبح السعر الادنى المتعامل به في مستوى الضيعة بالنسبة للحليب غير المبرد 385 مي والمبرد 395 مي وفي مستوى مراكز التجميع ارتقى السعر الى 400 مي بالنسبة للحليب غير المبرد و410 للحليب المبرد. ورغم اننا مقبلون على موسم تقلص تلبية الطلب وبالتالي تراجع الانتاج فان مصادر مطلعة اكدت القدرة على مجابهة الحاجيات وتغطية الطلبات بعيدا عن السلوكيات الاستهلاكية المنفلتة التي تجعل من اللهفة على تكديس الشراءات والمواد بشكل عشوائي قاعدة تعامل في المناسبات الاستهلاكية الكبرى والتي لا مبرر لها.