تونس - الصباح الانسة لينا بن مهني طالبة من بين 20 تونسيا وتونسية عادوا مؤخرا الى تونس بعد ان شاركوا في الملتقى العالمي للمنتفعين بزراعة الاعضاء في عاصمة تايلندا بانكوك بمشاركة أكثر من 1500 شخص.. الوفد التونسي ضم 9 منتفعين (احدهم زرع له قلب قبل 9 اعوام والبقية ممن زرعت لهم كلية جديدة).. وضم الوفد3 اطباء والملحق الاعلامي في ديوان وزارة الصحة الاستاذ ابراهيم اللباسي وعدد من انصار جميعة زرع الاعضاء والجمعية التونسية للكلى.. الانسة لينا بن مهني اوردت في تصريح ل«الصباح» عن سعادتها بموافقة الاطباء على مشاركتها في الدورة العالمية للمنتفعين بزارعة الاعضاء نظمتها الفيديرالية العالمية لرياضات المنتفعين بزرع الاعضاء بمناسبة الذكرى العشرين لتاسيسيها.. تقول لينا "لقد حرمت منذ ال12 من عمري من تعاطي الرياضة لاسباب صحية منها القصور الكلوي.. وها انا اتمكن من تحقيق حلم.. وهو تعاطي الرياضة.. بل تمكنت من الفوز بالميدالية الفضية في المسابقة العالمية لرياضة المشي أكابر(الذين تتراوح اعمارهم ما بين 19 و29 عاما) في الدورة ال16 للالعاب بمشاركة 49 دولة بينها 3 دول عربية هي تونس والكويت والسودان.. واني اشكر بالمناسبة والدتي أمينة التي تبرعت لي بكليتها وبكل الطاقم الطبي وشبه الطبي في مستشفى شارل نيكول الذي رعاني طوال سنوات واشرف على عملية الزرع ولا يزال يتابع حالتي الصحية بامانة واقتدار.. واشكركل من سهل لي ولرفاقي المنتفعين بعمليات الزرع من المشاركة في العاب تايلندا.. وخاصة طاقم الجمعية التونسية لطب الكلى التي يراسها الاستاذالطيب بن عبد الله.. وطاقم المركز الوطني للنهوض بزرع الاعضاء والجمعية التونسية للتحسيس للتبرع بالاعضاء.. كما اشكر وزارتي الصحة والشباب والرياضة والمؤسسات الخاصة التي قدمت مساهمات مالية ومعنوية متفرقة لانجاح مشاركتي وزملائي المنتفعين في دورة تايلندا.." 3 نساء .. واوردت الانسة لينا في تصريحها للصباح أن "الوفد التونسي هوالوفد العربي الوحيد الذي كان به نساء..مكن تونس من الفوز ب3ميداليات فضية.. احداها فزت بها انا في رياضة المشي مسافة 3 الاف متر (صنف اكابر19 29 عاما)، فيما فازت التونسية نرجس العياري بميدالية فضية في رمي الصحن وميدالية فضية ثانية في رياضة المشي (أكابر ما بين 29 و39 عاما).. ومن بين المشاركين الذكور فاز التونسي نجيب شبوح بميدالية برونزية (وهو رياضي زرعت له كلية وعمره حاليا 54 عاما) فيما فاز التونسي محمد العمري بميدالية برونزية في رمي الصحن.. وان كنت اصغر اعضاء الوفد سنا ولم اقم بعملية الزراعة الا في فيفري الماضي فقد سعدت لنجاح زملائي خاصة ان من بينهم من اجرى عملية الزرع منذ 11 عاما.. واصبح يمسارس حياته في ظروف طبيعية بما في ذلك الحق في تعاطي الرياضة.. وهم والحق يقال من جهات وفئات مختلفة.." الحالات الطريفة وتعقيبا على سؤال حول الحالات الطريفة التي اعترضتها في تايلندا مع حوالي 1500 مشارك قالت الانسة لينا بن مهني ل«لصباح»: "من بين المشاركين والمشاركات في الدورة اطفال وكهول وشيوخ وعجائز (بعضهم فاق السبعين والثمانين) من الولاياتالمتحدة واوروبا.. منهم من قام ب3 عمليات زرع للاعضاء (للقلب والكبد والكلية) منذ سنوات ويواصل حياته بطريقة عادية ويمارس الرياضة.. بعد سنوات من الحرمان.. ومن بينهم من زرع نفس العضو (الكلية مثلا) اكثرمن مرة..بعد فشل تجربة الزرع الاولى علما أن اغلب المشاركين من الولاياتالمتحدة (حوالي120 مشاركا) ثم من هولندا وبريطانيا ودول متقدمة صناعيا.." تشجيع الجميع على التبرع بالاعضاء لكن رغم نجاح عملية زراعة الكلية بالنسبة للطالبة لينا ورفاقها الا تعتقد ان بعض عمليات التحيل والسرقة اصبحت ورادة في بعض دول العالم لتبرير" انقاذ حياة آخرين"؟؟ الانسة لينا تشجع مع ذلك جميع التونسيين والتونسيات على التبرع بالاعضاء وتعتبر من خلال تجربتها ان عمليات التبرع والزرع تتم في المستشفيات العمومية التونسية حاليا في ظرف من الشفافية والنزاهة.. في نفس الوقت قالت لينا:"وقعنا في تايلندا لائحة تندد بسرقة الاعضاء البشرية في الصين من بعض المساجين الذين بلغنا انهم يقتلون لتقتطع بعض اعضائهم وتزرع لأشخاص اخرين.. كما بلغنا انه توجد ظاهرة الاتجار بالاعضاء البشرية في مصحات خاصة في بعض الدول وهو ليس واردا في تونس والحمد لله.. لذلك اشجع المترددين على التبرع.. خاصة أن اكثر من 6 الاف ينتظرون متبرعا بالكلية.. راينا حالات اعطاء اولوية لضعاف الحال والفقراء من داخل البلاد.. واذ استانفت حياتي بصفة عادية بفضل أمي التي تبرعت لي بكليتها فاني اتمنى ان يجد غيري متبرعا في اقرب وقت.. واني بالمناسبة ادعو الى تبسيط اجراءات التبرع من قبل العائلة.." التعريف بتونس وعلى هامش هذه التظاهرة العالمية تقول الانسة لينا: "لقد عرفنا بتونس والسياحة التونسية.. ووزعنا بعض المطبوعات السياحية والمنشورات الرسمية.. والهدايا الرمزية كما عرفنا باللباس التقليدي التونسي.. علما أن سهرة الافتتاح كانت باشراف اميرة تايلندا وحفل الاختتام بحضور مؤسس الالعاب.." وتتمنى لينا ورفاقها ان تنجح قريبا جهود احداث جمعية للمنتفعين بزراعة الاعضاء ولم لا جمعية لرياضة المنتفعين.. لتنويع اساليب حث الناس على التبرع لفائدة المرضى الذين يتالمون مثلما تالمت طوال 17 عاما قبل عملية الزرع.." والدا لينا السيد الصادق وأمينة لم يعودا يتخوفان على صحة ابنتهما بفضل الزراعة وبعد تطمينات الاطباء.. ويشجعان بدورهما الجميع على التبرع بالاعضاء.. ويتمنيان ان تشارك ابنتهما ورفاقها في الدورة العالمية القادمة لرياضة المنتفعين بزرع الاعضاء التي ستنظم في استراليا بعد عامين."