تونس الصباح - تشهد الايام الرمضانية في كل سنة حركية غير عادية داخل السوق، وتمس هذه الحركية في العادة كل النشاطات التجارية وخاصة مجال المواد الاستهلاكية والملابس والاحذية. غير انه وعلى عكس هذه العادة شهدت سوق الملابس الجاهزة والاحذية كسادا كبيرا على حد تعبير تجار القطاع، لم يسبق ان حصل بالمرة خلال مواسم رمضان الفارطة وذلك على الرغم من عديد مظاهر التغيرات الحاصلة في المشهد التجاري مثل ظهور المساحات التجارية الكبرى وفتح ابوابها طيلة ليالي رمضان والنشاط المكثف للاقطاب التجارية المختصة في هذا المجال، كذلك العمل الليلي للمتاجر طيلة النصف الثاني من رمضان. فلماذا تغيرت الاوضاع؟ هل هي تطورات في عادات الناس ام في انشطة السوق والمواسم ام ان عوامل مادية صعبة فرضت هذا الانكماش لدى المواطن لكثرة المصاريف الرمضانية؟ تغيرات في مشهد السوق على مدار السنة يفيد بعض العارفين بنشاط السوق ان هناك تطورات تجري منذ اكثر من ثلاث سنوات على مستوى الحركة التجارية في البلاد مما غير من ملامح نشاط السوق، وبدل جملة من المظاهر التي كانت تمثل في السابق نوعا من العادات الاجتماعية والتجارية السائدة في السوق والبلاد بشكل عام، فخلال العشريات الماضية كانت حركة السوق مرتبطة بمناسبات ومواسم تمثل المحرار في ارتفاع النشاط التجاري واستقراره ونزوله او ركوده، ولعل من ابرز هذه المواسم نجد رمضان وعيدي الفطر والاضحى، والعودة المدرسية، وكلها تمثل طفرة النشاط التجاري وحركية في السوق، تستعد لها كل الاطراف من مواطنين وتجار ووسطاء وغيرهم من الصناعيين المرتبط انتاجهم بالسوق الداخلية. لكن هذه العادات قد بدأت في الزوال او التغير نتيجة ظهور بدائل جديدة في نشاط السوق طبقا للتطورات التي يشهدها البعد التجاري في اكثر مدن العالم. ومن ابرز هذه المظاهر تلك التي تتمثل في مواسم التخفيضات التي عرفتها ايضا تونس منذ سنوات وشهدت تطورات واقبالا هاما عليها من طرف المواطنين، خاصة خلال السنتين الاخيرتين. وفي هذا المجال تؤكد مصادر من اتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، وتحديدا جامعة الملابس الجاهزة ان لمواسم «الصولد» تأثيرات كبيرة على مشهد نشاط السوق وما طرأ داخلها من تغيرات، حيث لم تعد كل المواسم التقليدية المعروفة في عادتنا وتقاليدنا سواء منها الدينية او الاجتماعية مؤشرا وفرصة لارتفاع نسق نشاط السوق، بل ان المواطن لجأ الى مظاهر التعاملات الجديدة داخل السوق، فأصبح تسوقه وشراءه مرتبط بها لا بالمواسم، خاصة وانها تمثل فرصة له لما تشهده من تخفيظات هامة، علاوة على مواعيدها الحساسة التي تسبق اما فصل الشتاء او الصيف الذي يسبق العودة المدرسية على وجه الخصوص، ورمضان كما هو الشأن لهذا العام. ركود وبناء على جملة المنطلقات والاسباب المشار اليها في تغيرات ملامح السوق لم تشهد سوق الملابس الجاهزة والاحذية على وجه الخصوص طفرة نشاط كما كان يحصل في السابق، حيث تشير تقديرات التجار ان هذه الحركة قد استنزفتها فترة التخفيضات الصيفية الاخيرة التي امتدت طوال شهر ونصف وجعلت المواطن ينتهزها لشراء لوازمه الخاصة على وجه الخصوص بالعودة المدرسية وكسوة عيد الفطر الخاصة برمضان ولعل كل هذا يدعو التجار الى التأقلم مع مظاهر نشاط السوق الجديدة التي لم تعد مرتبطة بمواسمنا التقليدية، انما بانماط حركة سوق حديثة وعصرية. مظاهر «الكريدي».. والصكوك مؤجلة تواريخ الدفع وتفيد مصادر من جامعة الملابس الجاهزة انه امام مظاهر الركود التي برزت في سوق الملابس الجاهزة والاحذية نشطت حركة «الكريدي» التي لجأ اليها العديد من التجار، كما برزت ايضا عمليات التعاملات بالصكوك مؤجلة تواريخ الدفع.. وهي مظاهر فرضتها مظاهر الكساد في السوق وربما ايضا مصاريف رمضان الطائلة التي انهكت امكانيات العائلات.