احضر امام انظار هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية شاب عمره 25 عاما بحالة ايقاف بعد ان وجهت له دائرة الاتهام تهم محاولة القتل العمد وتدليس شهادة ادارية اصلها صحيح واستعمالها والتزيؤ بزي رسمي لدى العموم وحمل ومسك سلاح ابيض بدون رخصة طبق احكام الفصول 59 و205 و199 و159 من المجلة الجزائية وقانون 12 جوان 1969. وقد انطلقت الابحاث في قضية الحال تبعا للبرقية المحررة من طرف فرقة الابحاث العدلية للحرس الوطني بنابل يوم 14 فيفري 2007 ومفادها تعهد الفرقة المذكورة بالبحث في تعمد المتهم محاولة القتل العمد والسرقة وانتحال صفة موظف. نقله على سيارته فحاول قتله وبسماع المتضرر في القضية افاد انه يعمل على متن سيارة تابعة لمؤجره وذلك في نقل البضائع وفي تاريخ الواقعة شحن كمية من البضاعة من المعمل الكائن بمعتمدية جمال ولاية المنستير وبعد ان وضع عون الديوانة ختمه على الباب الخلفي للشاحنة اتجه المتضرر الى الطريق المؤدية الى تونس وبوصوله الى مستوى المفترق المؤدي الى نزل القنطاوي اشار عليه موظف مرتديا الزي الرسمي بالتوقف فاستجاب المتضرر لطلبه فاستسمحه الموظف في مرافقته الى تونس فسمح له المتضرر بذلك واثناء الطريق تبادلا الحديث حول مواضيع عمومية اثر ذلك استسمح المتهم المتضرر في التوقف لقضاء حاجة بشرية وكان السائق حينها بالطريق السريعة بين الحمامات وبوعرقوب وبمجرد توقف السيارة فوجئ المتضرر بالمتهم يطعنه بالة حادة في مستوى صدره وطعنة ثانية في بطنه وثالثة برقبته ورابعة بمعصمه وقد تمكن المتضرر حينها من نزع حزام الامان والالقاء بنفسه خارج السيارة وقد سدد له المتهم عدة طعنات اخرى تجنبها المتضرر وبقيت اثارها بالمقعد. في لحظة يأس وانهيار ارتكب جريمة ولدى قلم التحقيق بقرمبالية افاد المتهم انه كان يعمل موظفا منذ غرة اوت 2005 الا ان كثرة تغيبه عن العمل جعل الادارة تأخذ قررا بوضع حد لتربصه وتعزله عن العمل فالتحق للعمل مع والده بضيعته بولاية المنستير الا ان هذا الاخير كان يرفض اعطاءه حتى مصروفه اليومي فقرر المتهم التوجه الى العاصمة لمحاولة البحث عن عمل او الاتصال بادارته لالتماس الحاقه من جديد بمركز عمله وقد كان يحتفظ بزي نظامي منذ تخرجه فوضعه في حقيبة واخذ طريق السفر الى تونس. واكد المتهم انه لما غادر المنستير في اتجاه تونس كان خالي الذهن من اي نشاط اجرامي وكان يقصد البحث عن عمل ولم يخطر بباله ان يقوم بما اقدم عليه وانه لم يفكر مطلقا في قتل سائق الشاحنة وانما قصد شل حركته واكد ان ما دفعه الى ذلك انه كان يشعر بضيق ونفسيته منهارة ويشعر بيأس نظرا لانه ترك عمله كموظف واوضح ان الموسى التي يحملها كانت للدفاع عن نفسه منذ كان يعمل كموظف واضاف ان البطاقة المحجورة قد قام بتصويرها عندما كان يحتفظ ببطاقته المهنية. ولاحظ ان الزي الذي كان يحتفظ به ابقاه لديه عند انتهاء التدريب وانه لا يقع ارجاعه عادة ولم يستعمله سوى يوم الواقعة لانه لم يكن بحوزته مبلغ مالي يكفيه للتنقل للعاصمة وكذلك الامر بالنسبة للبطاقة المهنية حيث استعملها لتسهيل تنقله مجانا. دموع وألم وندم وخلال جلسة المحاكمة ذرف المتهم الكثير من الدموع وعبر عن ألمه وندمه واكد انه ارتكب فعلته لينتقم من نفسه لانه فشل في حياته نتيجة ظروف اجتماعية ونفسية عديدة. العرض على الفحص الطبي واثناء الجلسة رافع محام في حق المتهم افاد بأن القضية محيرة ولا وجود لنزعة اجرامية لدى موكله الذي ارتكب فعلته نتيجة مروره بحالة نفسية صعبة وفي لحظة يأس واكد على غياب النية والتخطيط لدى منوبه في ارتكاب جريمته وطلب عرض موكله على الفحص الطبي لتحديد مدى تحمله للمسؤولية الجزائية في ارتكاب جريمته وحل اللغز فاستجاببت الهيئة لمطلبه.