بقلم: فيصل البعطوط ذات «خبر عاجل» مؤداه أن الخارجية الأمريكية استدعت سفير تونس في واشنطن لتعبر له عن انشغالها لطريقة معالجة الاحتجاجات في تونس. تمنع عليّ النوم... ولم أجد ردا أبلغ من مختارات من معلقة عمرو بن كلثوم، سوف تتعب الخارجية الأمريكية كثيرا في ترجمتها... عسى أن تكون الترجمة حاذقة... وعسى أن يفهم من لم يفهم بأن محاولة استثمار الثمرة لم ولن تثمر!... وأن زبد «الشرق الأوسط الكبير» قد ذهب جفاء، وقبله زبد أمريكي كثير، إلى ذات المصير! باسم سيدي بوزيد.. والقصرين ومكثر وتالة، وكل شبر في هذه البلاد الغالية، أهدي الى الخارجية الأمريكية هذه الأبيات: «أبا هند فلا تعجلْ علينا وانظرنا نُخبّركَ اليقينَا بأنّا نورد الرايات بيضا ونصدرهن حمرا قد روينا نزّلتم منزلَ الأضياف مِنّا فأعجلنا القِرى أن تشتمونا نطاعن ما تراخى الناس عنا ونضرب بالسيوف إذا غٌشينا ورثنا المجد قد علمتْ مَعدٌّ نطاعن دونه حتى يبينا ونحن إذا عمادُ الحيّ خرّتْ عن الأحفاض نمنع من يلينا نصبنا مثل زهوة ذات حدّ مُحافظة وكنا السابقينا بشبان يرون القتل مجدا وشيبٍ في الحروب مُجرّبينَا ألا لا يزعم الأقوام أنّا تضعضعنا وأنّا قد وفينا ألا لا يجهلنّ أحدٌ علينا فنجهلَ فوق جهلِ الجاهلينا ورثنا مجدَ علْقمةَ بن سيفٍ أباح لنا حُصون المجدِ دينا ورثت مُهلهلا والخير منه زُهيْرا نعمَ ذُخرُ الذاخرينا وعتّابا وكلثوما جميعا بهم نلنا تراثَ الأكرمينَا ونحنُ الحاكمون إذا أطعْنا ونحن العازمون إذا عُصينا ونحن التاركون لما سخطنا ونحن الآخذون لما رضينا وكُنّا الأيمنين إذا التقينا وكان الأيسرينَ بنو أبينا ورثناهُنّ عن آباء صدقٍ ونورثها إذا مُتنا بنينا على آثارنا بيضٌ حسانٌ نحاذرُ أن تُقسَّمَ أو تهونا وقد علِم القبائلُ من مَعدّ إذا قُببٌ بأبطحها بُنينا بأن المطعمون إذا قدرنا وأنّا المهلكون إذا ابتُلينا وأنّا المانعون لما أردنا وأنّا النازلون بحيثُ شينا وأنّا التاركون إذا سخطنا وأنّا الآخذون إذا رضينا وأنّا العاصمون إذا أُطِعّنا وأنّا العازمون إذا عُصينا ونشربُ إن وردنا الماءَ صفّوًا ويشربُ غيرنا كَدِرا وطينا إذا ما الملكُ سامَ الناس خسفا أبينا أن نُقرّ الذل فينا ملأنا البرّ حتى ضاق عنّا وماء البحرِ نملؤه سفينا إذا بلغَ الفِطامَ لنا صبِيّ تخًرّ له الجبابرُ ساجدينا وإذا استعصت الترجمة... أتطوع للقول ببساطة، أن مشاكلنا في تونس حقيقية... لكننا نعالجها بديناميكية تونسية... ولا مجال لأن نترك أنفا تندس فيها... للتذكير فقط... لقد رأينا ورأى العالم قلب أمريكا الحاني على العراق... ورأينا ونرى، ذات القلب الحنون في أفغانستان.. وأحسسنا ونحسّ بالأنامل الأمريكية الرقيقة في أكثر من مكان في العالم... ولذلك فإن التونسيين جميعهم لن يخطئوا للحظة فهم إشارة الانشغال الأمريكي!