عادت الحركة التجارية بجل المحلات والفضاءات التجارية الكبرى لتدخل الطمأنينة على نفوس المواطنين والتجار وتبدد مخاوفهم. وهو ما رصدته "الصباح" خلال الجولة التي قامت بها صباح أمس ببعض المحلات والفضاءات التجارية الكبرى، والتي يتخللها حرفاء يحاولون استغلال فرصة "الصولد" الذي انطلق هذه السنة بتخفيضات هامة جدا وصلت الى ال60 بالمائة منذ اليوم الأول، كما رصدت مواطنين بصدد لاقتناء حاجياتهم للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، هذه المناسبة الدينية التي لم يعد يفصلنا عنها الا أسبوع، أي يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر فيفري 2011 الموافق ل12 ربيع الأول 1432 هجري. وقالت السيدة حنان اليعقوبي (أم لأربعة أطفال) أن" تقاطع هاتين المناسبتين أي الصولد والمولد النبوي الشريف لم يدفعني إلى التخلي عن احديهما، إذ لا يمكن تفويت فرصة اقتناء الملابس الشتوية لأبنائي الأربعة وهو ما أرصد له أموالا مع كل مفتتح سنة جديدة، كما أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أمر ضروري ومناسبة ينتظرها كل مسلم ومسلمة". وعلى غير ما فعلته السيدة حنان، فإن الآنسة وئام التي تعيل ثلاثة من أخواتها بعد أن توفي أبوها، آثرت الاحتفال بالمولد النبوي الشريف على أن تقتني ملابس بأسعار منخفضة، وقالت" وضعيتي المادية لا تسمح بان استغل فرصة الصولد، لذلك قررت أن أكتفي بالتجول في المحلات دون أن أتبضع، وأن اقتني لوازم عصيدة الزقوقو من فواكه جافة وغيرها. وبالنسبة لهذه المادة ومدى توفرها في الأسواق، أفاد مصدر من وزارة التجارة والسياحة أنه "تقدر الحاجيات الاستهلاكية من مادة الزقوقو هذه السنة بحوالي 300 طن، ويخضع سعر للكيلوغرام الواحد من هذه المادة لما ستحدده المساحات التجارية الكبرى". وأكد مصدرنا انه "ليس هناك خلل بين العرض والطلب كما أن الاسعار مناسبة ولا تختلف كثيرا عن السنة الفارطة خاصة مع ارتفاع تكلفة المواد الغذائية والنقل". وبالنسبة إلى الفواكه الجافة، قال أن" الفترة الحالية تتسم بتوفر كميات من الفواكه الجافة بمختلف مسالك التوزيع باستثناء مادة البندق نظرا لتراجع كميات البندق الاسباني في الأسواق التونسية مع تراجع نسبي في أسعار اللوز مقارنة بالسنة المنقضية في حين تم تسجيل ارتفاع نسبي في أسعار البندق والفستق نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية. ووفق المعطيات، يقدر إنتاج مادة الزقوقو خلال السنة الحالية بحوالي 305 أطنان مقابل 350 طنا في السنة الماضية، دون اعتبار المخزونات المنقولة والمتداولة بمختلف مسالك التوزيع ويعزى التراجع المسجل في الإنتاج إلى تأخر نضج المنتوج الذي يكون مع أواخر فصل الربيع باعتبار تقدم المولد النبوي الشريف. وتبلغ عائدات إنتاج الزقوقو سنويا في تونس حوالي مليوني دينار، إضافة إلى الطاقة التشغيلية التي يوفرها القطاع والتي تبلغ 3000 موطن شغل في أغلب الأحيان.