ان سكان حي التضامن بالقطار- هذه التسمية التي اطلقتها البلدية على الحي هي تسمية صادقة في جوهرها- فهم من اكثر متساكني الجهة التي تستوجب التضامن مع معظمهم, فجغرافية الحي توحي بالعزلة والاقصاء, إذ يقع في منطقة معزولة جغرافيا عن مدينة القطار، وهو عبارة عن تجمع سكني لم يختر موقعه متساكنوه بل فرض عليهم الاقامة به وذلك بعد ان كان سكانه يقيمون بقلب المدينة ويتفاعلون مع باقي السكان ويشاركونهم معيشهم اليومي وينخرطون في واقع اجتماعي مماثل لغيرهم. واليوم أصبحوا يعيشون منفردين في حي يطلق عليه أهالي المنطقة حي الاكواخ كما صاغها مخيالهم الجماعي، فالأكواخ تعبر عن حقيقة الواقع السكني والاقتصادي لأغلبية المتساكنين بالحي الذي يأوي 17 عائلة ..اغلبها تعيش اما على وجه الملك او الكراء.. هذه العائلات تقطن بيوتا متواضعة تحتوي على غرفة او غرفتين فيما لا تحتوي بعض هذه المنازل على المطبخ وان وجد فهو يفتقر الى الضرويات الصحية والى ابسط المرافق في غياب الماء الصالح للشرب وقنوات الصرف والتجهيزات اللازمة. هذا الحي بدائي في ظل انعدام المسالك المعبدة والانارة ومياه الشرب وبعده عن المؤسسات الصحية والتربوية والتجارية وضعف الوضعيات الاجتماعية لكل المتساكنين إذ يكاد ينعدم الدخل القار لكل الاسر, وان وجد فلا يوفر الضروريات المعيشية الدنيا لحياة كريمة. هذه الاوضاع الاقتصادية المتردية أفرزت ظواهر اجتماعية خطيرة استفحلت لدى هذه الاسر كالانقطاع المبكرعن الدراسة وتردي الاوضاع الصحية والنفسية التي تجلت مظاهرها في بعض حالات اليأس والاحباط مما دفع بأحد الشبان مؤخرا وهو ايمن قاسم(21سنة) الى اضرام النار في جسده... هذه الوضعية تنتظر لفتة من الحكومة المؤقتة... فالحي بدائي... لا حياة كريمة فيه للمتساكنين... فقط الفقر والتهميش سيدا الموقف.