أباح "الزعيم" الليبي كل المحرمات بإصراره على مواصلة القتل الممنهج لشعبه واصفا من اكتووا بنار تسلطه طيلة أربعة عقود بالمارقين والفئران... إن القذافي الذي صادر الحريات وكمم الأفواه ومارس أبشع أشكال البطش والتنكيل ضد كل من رفع صوته للتنديد بسياسة متذبذبة ركبت العروبة تارة والانتماء الإفريقي طورا.. سعى إلى تهميش كل إصلاح تنموي مستحوذا هو وأفراد أسرته على خيرات البلاد من النفط وجعل من ليبيا ضيعة كبيرة له ولأتباعه بعد شراء الذمم والولاءات بمقدرات شعبه مكرسا شريعة الغاب لأكثر من أربعين سنة. القذافي اليوم لم يرف له جفن وهو يأمر بقتل الآلاف من الليبيين الأحرار مقترفا مجازر ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية همه الوحيد هو البقاء زعيما أوحد وملكا للملوك. إن الصور البشعة التي تتناقلها الأجهزة الاعلامية العالمية من مختلف المدن الليبية رغم التعتيم الاعلامي تعكس مدى الاستخفاف بهذا الشعب ومدى الاستهتار بقيم الحرية والعدل وحقوق الإنسان حيث استباح أذناب النظام والمأجورون كل المحرمات ومارسوا سياسة الأرض المحروقة على مرأى ومسمع من الأسرة الدولية التي ظلت تراقب حتى وان ظهرت بعض المواقف المنددة بما يجري ولكن باحتشام. لقد أرادها القذافي محرقة لكل من سوّلت لهم أنفسهم رفع الغبن ورفض حياة القطيع بعد أن أذلهم طوال عقود وأهانهم وصادر حقهم في الحياة الكريمة.. ولكن الشعب الليبي الذي رفع صوته عاليا منددا بالطاغوت رافضا كل أشكال الوصاية يتقدم اليوم بخطى ثابتة نحو الحرية والانعتاق حتى وان فاقت ضريبة الدم كل التوقعات إن "الديمقراطيات الغربية" التي عادة ما تتخذ مواقف صارمة ضد كل من تتقاطع مصالحها معه ظلت تراوح مكانها وهي تتابع أبشع الجرائم ضد شعب أعزل. ولعل عزاها الوحيد هو المراهنة على الثروة النفطية الهائلة في ليبيا بعد أن سوّغها لها "الزعيم" مقابل المليم الرمزي.