تتوافد إلى الجنوب التونسي بعثات المنظمات التونسية والدولية لرصد الوضع الإنساني في ظل التدخل الشعبي الرائع من قبل مكونات المجتمع التونسي الصباح التقت في هذا الصدد ممثل منظمة المؤتمر الإسلامي والذي خصنا بالحديث حول الأدوار التي يمكن أن تلعبها المنظمة في تخفيف العبء على الطرف التونسي، والذي وبسؤالنا له لما تمثله المنظمة من مبادرة ؟ أجاب الدكتور رامي محمد انشاسي: من خلال اتصالاتنا بالجهات الرسمية التونسية ممثلة في وزارة الخارجية من جهة والهلال الأحمر التونسي والذي تحمل عبئا ثقيلا في هذا الصدد بالإضافة إلى اللجان التطوعية الأخرى لاحظنا أن الحل الأنجع لهذه الأزمة من جذورها هو الجسر الجوي والبحري إذ أنه وللأسف فان الجهود تتجه الآن إلى معالجة تراكم النازحين لا غير وتداعياتها الإنسانية على المستوى الصحي والإيواء والغذاء، ولكن الحل الأنسب في نظرنا هو البحث عن سبل انتشال هؤلاء العالقين عبر توفير طرق لمغادرتهم كاستئجار الطائرات والبواخر ونحن ومنذ حلولنا هنا سواء بالمراكز الحدودية أو بمخيمات اللاجئين عكفنا مع كافة الجهات المعنية من أجل إجلاء كافة النازحين كل إلى بلده عبر رحلات مجدولة زمنيا ونستطيع خلال عشرة أيام إعادة جميعهم إلى أوطانهم إذا ما نفذت خطة خاصة بأحكام , فعلى سبيل المثال نستطيع خلال 4 أيام واعتمادا على الأسطول الجوي التونسي دون غيره نقل وإعادة ما يزيد عن عشرين ألفا وتسعمائة وثمانية وثمانين نازحا إلى بلدانهم الأصلية وبالتالي تنتهي هذه المعاناة من جذورها. *أنتم كطرف إسلامي ما هو تقييمكم لتدخلات الدول الشقيقة الأخرى؟ يؤسفني أن أعبر عن الغياب الكامل للدول الإسلامية في هذه الأزمة الإنسانية الخطيرة في هذا الظرف الدقيق من الثورة التونسية مما يحز في النفس فباستثناء مؤسسة أو مؤسستين إسلاميتين تغيبت الأطراف الرسمية الإسلامية عن مد يد المعونة للتخفيف من آثار الأزمة فأين العالم الإسلامي الذي هو أولى بتونس من غيره من الدول الأخرى .وهنا أوجه ندائي باسم السيد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي السيد كمال الدين أوغلو الى كافة الدول الأعضاء المنخرطة في منظمة المؤتمر الإسلامي رسميا ومنظمات أصلية من أجل نجدة الشعب التونسي والليبي في أقرب وقت لإغاثة اللاجئين وتخفيف العبء عن الأخوة في تونس رغم أنهم لم يتخاذلوا ولم يتباطأوا في تقديم العون والقيام بما هو أكثر من الواجب ولم تؤاخذهم أية جهة إسلامية إلى اليوم *ماهو تقييمكم لتدخل منظمة المؤتمر الإسلامي في تونس وتطلعاتكم لتلك الجهود خلال الأيام والأسابيع القادمة ؟ نحن نسعى في خطة ذات ثلاث توجهات: -المستوى الأول هو اتجاه معلوماتي وإخباري حيث نصدر نشرات دورية حول الوضع الإنساني في المناطق الحدودية الليبية في جانبها التونسي والمصري من أجل كشف الحقائق ورصد الأوضاع بكل شفافية. - الاتجاه الثاني وهو دبلوماسي حيث قمنا بمخاطبة عديد الدول عبر تمثيلياتها وسفاراتها في القطر التونسي ولدينا برنامج متكامل لإطلاعها على حقيقة الأوضاع من أجل ضبط طرق تدخلها ومشاركتها في عمليات الإجلاء. -الاتجاه الثالث في خطتنا يتركز على تداعيات عدم إجلاء اللاجئين العاجل وتراكمهم على المستوى الصحي والغذائي. وهنا قمنا بتقسيم مع الهلال الأحمر التونسي على مستوى الأولويات حيث تركزت المجهودات لتأمين نظافة اللاجئين على مستوياتهم الشخصية والعامة منعا لانتشار الأوبئة والأمراض وحتى لا تتحول إلى كارثة صحية ولذلك عملنا على تلبية كافة الاحتياجات الصحية في هذا الصدد. وهكذا فان محاور تدخلاتنا الثلاثة تتوازى فيما بينها لتتكامل في معالجة ورصد الأحداث. *كيف تقيمون بعض المبادرات من قبل بعض الدول الإسلامية على غرار إرسال الأدوية للأخوة الليبين واللاجئين ؟ نحن وان نقدر الجهود التي ساهمت بها بعض الدول مثل دولة الكويت والهلال الأحمر الكويتي بإرسال كميات من الأدوية ولكننا نؤكد أن هذا غير كاف لمعالجة الأزمة من جذورها فنحن ندعو أن تتركز الجهود على إجلاء النازحين لأننا نخشى من تفاقم الوضع في الأيام القادمة لا قدر الله بتوافد عديد الليبين إلى تونس وهو ما يخرج بالوضع عن السيطرة الحالية لذلك يجب أن ترصد التمويلات والعطاءات إلى إجلاء اللاجئين أولا كمحور اهتمام أساسي عن طريق تأمين الإجلاء البحري والجوي. *كيف تتطلعون إلى مستوى استجابة الدول الإسلامية لندائكم وطلباتكم؟ كلنا أمل لاستجابة الدول الأعضاء فكل من تونس وليبيا دولتان مؤسستان لمنظمة المؤتمر الإسلامي وهذه الأمة مثلها مثل الجسد إذا تداعى عضو تداعى له سائر الجسد وكلنا أمل أن تتداعى كافة الأمة الإسلامية إلى تونس وليبيا وتمد لهما يد المساعدة والعون فمازالت الفرصة أمام الجميع فان تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي. فهلموا عاجلا عاجلا ودونما تأخير لنجدة إخوتنا في تونس في مجابهة هذا الوضع الإنساني المتأزم. كشف مؤامرة قناة "العربية" إلى جانب عديد القنوات ووسائل الإعلام التي كانت حاضرة بالنقطة الحدودية رأس جدير، سجلت قناة العربية حضورها من أجل التغطية إلا أنه وبمجرد التفطن لسؤال فهم منه أنه يسعى إلى بث الفتنة والمغالطة في تسريب معلومات خاطئة حول حسن الضيافة والقبول التلقائي من الجماهير التونسية لجمع اللاجئين وبخاصة الأخوة المصريين وهو ما سارع الجميع إلى تفنيده وبخاصة من الأخوة المصريين لذلك تعامل الجميع من منطلق النخوة العربية مع هذه الحادثة ليطالبوا برحيل العربية من أجل محاولة التفتين.