انتظم مطلع الاسبوع منتدى فكري بمدريد نظمته " الشبكة الأوروبية للأفكار" وهي مؤسسة فكرية سياسية تابعة للحزب الشعبي الأوروبي ، والذي يمثل أكبر كتلة نيابية في البرلمان الأوروبي. وقد بحثت الندوة الثورات في العالم العربي عامة وثورة تونس خاصة ، ودعيت لها بعض قيادات العمل السياسي والمجتمع المدني من مصر وتونس للحديث عن الثورة التونسية والمصرية واستشراف مستقبل المنطقة في ظل الأحداث المتسارعة التي تشهدها وفي ظل انفتاح سياسي وديمقراطي متسارع لم تشهد له اي منطقة جيوسياسية في العالم مثيل . وقد مثل تونس في هذا الحدث الجامعي والخبير الدولي رئيس الحزب الجديد "التحالف الوطني للسلم والنماء" السيد اسكندر الرقيق . وقد ألقى الدكتور الرقيق بالمناسبة محاضرة عن أهمية الثورة التونسية وخصائصها المتميزة وكيف ألهمت العالم العربي المتطلع للحرية والإنعتاق من الإستبداد ، وكانت بمثابة تسونامي اليابان ولكن تسونامي خير وأمل بل هو "تونس آمي" خاص معطر بالياسمين أتى بنسائم الحرية للمنطقة وأفاقها من سبات عقود ودك عروش المستبدين ومازالت آثاره تتلاحق بسرعة وتنتشر من بلد لآخر. وقد افتتح الندوة رئيس وزراء بلجيكا السابق ورئيس الحزب الشعبي الأوروبي السيد ولفرايد مارتان بكلمة أبرز فيها أهمية فهم ما يحدث في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأن لشعوب المنطقة الحق في العيش في حرية وكرامة وتأسيس نظام سياسي ديمقراطي يقوم على الحكم الرشيد والعدالة ويكون في خدمة شعوب المنطقة بدل حكامها وعائلاتهم. أضاف أنه يجب التصدي لكل مقولة تحاول أن تبين للعالم أن العرب والمسلمين ليسوا جاهزين للديمقراطية ولا يستحقونها وأنه حان الوقت لإثبات عكس ذلك على أرض اواقع ، إذا ما مدت يد المساعدة لهذه الديمقراطيات الوليدة. وكان من بين المشاركين في الندوة وزيرة الخارجية الأسبانية السابقة أنا بلاسيو التي ألقت كلمة بهذا الخصوص أكدت فيها نفس المعاني وقدمت بسطة عن الجهود الأوروبية في فرض الحظر الجوي على ليبيا في محاولة لحماية المدنيين من وحشية النظام الليبي وما تتطلبه من موقف ثابت وصادق لإنقاذ أرواح المدنيين ومساعدة الشعب الليبي في تطلعه للحرية والعدالة والحكم الرشيد. وعلى مدار يوم كامل ، ناقش الحضور مواضيع عدة متعلقة بالمناخ الجيوسياسي ومستقبل تأثيرات الأحداث على اقتصاديات المنطقة وعلى أوروبا بالخصوص.