على خلاف بعض الفنانين الذين خيروا الصمت أو أولئك الذين عبروا عن عدم رضاهم على راهن القطاع وما يكتنفه من مشاكل وضبابية, لم تخف شهرزاد هلال تفاؤلها بمستقبل أفضل للميدان الفني والموسيقي وللناشطين فيهما خاصة فيما يتعلق بالمادة المقدمة من حيث الكم والنوع، لا سيما في ظل ما يشهده الوسط من حركية وإن كانت لا تخلو من خلافات وانقسامات. يمكن أن تفرز هذه المرحلة الانتقالية الحاسمة حسب شهرزدا هلال اشياء إيجابية شريطة توفر جملة من المقاييس والاعتبارات الملزمة للأفراد والهياكل المختصة. وبسؤالها عن موقعها في الساحة الفنية في خضم موجة الأعمال والأصوات الساعية لإثبات وجودها وإعادة مَوْضَعتها في الحدث أفادت شهرزاد هلال أنها بصدد الإعداد لمجموعة من الأغاني والقصائد الجديدة التي تتغنى بتونس ومسقبل البلاد والتي من المنتظر أن ترى النور قريبا. وقد دعت إلى ضرورة أن يلتزم الناشطون في القطاع بالعمل على الارتقاء بمستوى الأعمال المنجزة والقطع مع السياسة القديمة المعتمدة في مختلف الهياكل ذات العلاقة به سواء تعلق الأمر بمديري الهياكل والمهرجانات أو المشرفين على تنظيم التظاهرات والمسابقات الفنية وذلك بالاحتكام لمقاييس التميز والكفاءة من أهل الميدان في اختيار من توكل إليهم المهمة والقطع بالتالي مع عادة التعيين حسب الولاءات والمستفيدون عادة ليس لهم أي علاقة بالفن...
توحد من أجل المصلحة العامة
وحتى يتسنى التوصل إلى التأسيس لإستراتيجية ناجعة كفيلة بتحقيق هذا المبتغى اعتبرت شهرزاد هلال الفنانين والأطراف ذات العلاقة بالميدان المسؤول الأول والقادر على تحقيق هذه الأهداف وذلك بالابتعاد عن «المنغصات» كالسقوط في خانة الانقسامات وتبادل الاتهامات موضحة :» نحن مطالبون بالالتفاف والاتفاق من أجل المصلحة العامة لندرس بجدية المشاكل المطروحة التي شكلت عائقا أمام إمكانية تطوير القطاع بعيدا عن الخلافات أو المصالح الشخصية والآنية لأن هذه المرحلة جد صعبة مما يستوجب تغييرا شاملا يجسد تفاعلا واعيا وهادفا للفنان مع الواقع بتقديم صورة وأعمال تكون في مستوى انتظارات المتلقي». وأضافت :»نحن في أمس الحاجة لدعم وزارة الثقافة من أجل تنظيم القطاع وهيكلته.» واعتبرت خيار البعض الاكتفاء بالصمت والابتعاد عن الأضواء حلا أمثل خاصة في خضم عدم نقاوة الأجواء خلال هذه المرحلة الانتقالية مما قد يمكن هؤلاء من العودة بقوة وتقديم أعمال تتماشى ومتطلبات الراهن تحظى باستحسان المتلقي.
خيار الالتزام
أما بالنسبة لأعمالها فأكدت أنها بصدد البحث مع شركة إنتاج للاتفاق حول الألبوم الذي تأخر إصداره بعد أن كان مقررا خروجه إلى الأسواق في شهر جانفي الماضي، معتبرة أن الأغاني الست التي يتضمنها تعالج قضايا ومسائل مطروحة في هذه المرحلة كأغنية « تونس يا فخر العرب» التي كتب كلماتها عبد الوهاب المنصوري ولحنتها بنفسها حيث تقول:» أعترف أن خطي الفني الذي رسمته منذ دخولي الميدان ملتزم ولم أحد عن ذلك طوال مسيرتي وهو يتمثل في النمط الموسيقي الطربي إيمانا مني بضرورة اختيار المستوى المتميز كلمة ولحنا مع الحرص على التنويع، ولعل هذا العامل كان سببا لإقصائي من المهرجانات الصيفية ومن الإطلالات الإعلامية لكني الآن أكثر إصرارا على مواصلة العمل بنفس الاختيار لا بل بالسعي لترسيخه». والسبب حسب رأيها:»أن الأطراف التي كانت تسير وتشرف على الهياكل والتظاهرات الفنية في بلادنا تكرس للرداءة من خلال تهميش الذوق الفني وتمييعه بمنح الأولوية للفن الهابط والإيقاع الراقص. في المقابل لم يكن هناك مجال للأغاني الطربية والراقية إلا في مناسبات قليلة كمهرجان المدينة». واستدلت بالممارسات التي ساهمت في تأزيم وضع هذا اللون الفني ورموزه بمثال فرقة الأوبيرا المصرية لرتيبة الحفني. فقد كانت تستأثر حسب رايها بالحضور في مهرجان المدينة تقريبا كل سنة في حين أن الأعمال التونسية التي تستجيب في توجهها وذوقها لما هو مطلوب في مثل تلك المناسبات يكون مآلها التجاهل فالنسيان.
التدارك المنشود
ونادت شهرزاد هلال بتدارك ما فات وقالت أنه مطلب ضروري من أجل نحت مستقبل أفضل للقطاع عامة ولشهرزاد هلال خاصة. وأكدت هذه الفنانة تجندها لتأكيده واعتبرت الخطوة الأولى في مسار تجسيد ذلك العمل على ترويج عديد الأغاني التي أنجزتها في السنوات الأخيرة والتي لم تر النور رغم قيمتها الفنية لحنا وكلمة. من جهة أخرى أفادت شهرزاد هلال أن تهيئة الظروف الملائمة للفنان وهيكلة القطاع الفني هيكلة تستجيب لطموحاته ولانتظارات الساحة الفنية والجمهور من شأنها أن تغير المشهد الفني تغيرا إيجابيا كما انه يمكن أن تفتح مجالات التسويق للاغنية التونسية داخل تونس وخارجها.