لم يرتق مجال الفلاحة البحرية في ربوع جبنيانة التي تمتد على ساحل طوله 15 كلم معروف بثروته السمكية الهائلة والمتنوعة الى مستوى الاهداف والتطلعات رغم اهميته في الدورة الاقتصادية واتساع مجال العمل فيه وقدرته على استيعاب اليد العاملة والحد من البطالة وتوفر ميناء اللوزة اللواتة... وذلك جراء سياسة التهميش التي لحقت القطاع زمن العهد البائد حيث تفشت ظاهرة الصيد العشوائي التي اضرت بالنمو الطبيعي للاسماك وساهمت في تصحر السواحل ممانجم عنه تقلص في مداخيل البحارة مما جعلهم غير قادرين على تعهد مراكبهم وتجهيزها وتوفير ضروريات الحياة الى جانب عدم توفر ظروف عمل طيبة في ظل غياب مداخل بحرية بكل من شاطئ سيدي مصرة رغم توفر الوعود باحداثه وحزق وبطرية وعدم تاهيل صقالة اللوزة وغياب التشجيع الحكومي للبحارة بالقدر المطلوب بالمساعدات والقروض لمجابهة المصاريف الموسمية واقتناء مراكب صيد مجهزة تمكنهم من الصيد في الاعماق. كل هذه العوامل وغيرها جعلت بعض البحارة يخيرون العمل في سواحل قابس وجربة وجرجيس.. املا في تحسين اوضاعهم المادية والاجتماعية. صعوبة جديدة برزت منذ ايام زادت في تأزم الاوضاع متمثلة في تعمد بعض المارقين عن القانون سرقة مراكبهم مستغلين الانفلات الامني الذي يشهده ميناء اللوزة اللواتة بعد عملية الحرق التي استهدفت مؤسسته الامنية وذلك لاستغلالها في تنظيم الحرقة. هذه العملية الدنيئة زادت في حيرة البحارة ومعاناتهم اليومية مع العذاب والاتعاب حيث اصبحوا يعملون نهارا في الصيد ويحرسون مراكبهم ليلا خوفا من مفاجآت غير سارة.. ويأمل البحارة الاخذ بايديهم والاسراع بعودة الامن للحفاظ على ممتلكاتهم وعلى سير حياتهم الطبيعية ويؤكدون على دراسة مشاغلهم والعمل على انهائها حتى يتمكنوا من المساهمة في دفع عجلة التنمية بكل اريحية.