قدّمت المؤسسة العسكرية الأمريكية أمس الرواية الرسمية عن اغتيال أسامة بن لادن معترفة بأنها هاجمت مجمعه المحصّن في باكستان ب79 عنصرا من وحدات «الكوموندوس» وقوات النخبة. فيما أكد تنظيم «القاعدة» استشهاد زعيمه متوعدا الغرب بهجمات جديدة ومعتبرا أن موت بن لادن سيكون «لعنة تطارد الأمريكان وعملاءهم» وسط أنباء أمريكية بأنّ القاعدة كانت تخطّط لعمليات تفجير قطارات بمناسبة الذكرى العاشرة لأحداث «11 سبتمبر». وأكد أعضاء الوحدة العسكرية الأمريكية المقدّر عددها ب79 التي شنت الهجوم على أسامة بن لادن أن عدّة مروحيات نقلتهم إلى أسامة بن لادن وأن هذه المروحيات تحلقت تحت تغطية الرادار وانطلقت من مكان غير محدّد وتتألف الوحدة المقاتلة من عناصر «الفريق السادس» من مجموعة «نيفي سيلز» السريّة والتي لا يعلن عن مهامها أبدا. 30 مسلحا في مروحيتين؟ وذكرت هذه الوحدة أن مروحيتين أنزلتا حوالي 30 مسلحا داخل المجمع، وحطت واحدة بسرعة داخل المنزل ممّا أدى الى تحطمها على الفور. وأضافت: توجه فريق الى المبنى الملحق بالمجمع وتبادل اطلاق النار مع مرسول بن لادن الأمر الذي أفضى الىمصرعه هو وزوجته على الفور وفي ذات الوقت دخل فريق آخر الى المبنى الرئيسي حيث عثر على شقيق المرسول فقتلوه. وتابعت: صعد فريق النخبة الى الطوابق العليا وعثروا في غرفة علي ابن بن لادن «ابراهيم» ويدعى خالد أيضا فتمّت تصفيته على الفور. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد زعمت أنه حاول إلقاء نفسه على أعضاء الوحدة. وأوردت أنّ وحدة النخبة دخلت غرفة أسامة بن لادن الذي حاولت زوجته اعتراض طريقهم فأصيبت بجروح في الساق، بدوره لم يستسلم زعيم القاعدة فقتل برصاصة في الرأس. يُشار إلى أن صحيفة أمريكية مطّلعة أكدت أنه أصيب برصاصة ثانية في الصدر كما أنّ ابنته ذكرت رواية أخرى متحدثة عن اعتقاله وعن تصفيته أمام أعين أفراد العائلة. كنز معلوماتي وذكرت المجموعة أنها عثرت على رشاش «إيه كي 47» ومسدس روسي من عيار 9 ملمترات وعلى أسلحة أخرى لم تحدّد طبيعتها ولا عددها. كما وجدت أموالا وأرقام هواتف مخيطة في ملابسه مما يدل على أنه كان يستعد للفرار حسب زعمها. ووجدت مفكرات و5 أجهزة كمبيوتر و10 أقراص صلبة وحوالي 100 من أجهزة وأدوات التخزين بدورها وصفت دائرة الأمن الداخلي الأمريكي هذه الأجهزة ب«الصيد الثمين» مشيرة الى أنها ستساعدها في معرفة كل أسرار تنظيم القاعدة ورصد الأسماء الكبرى ورجال الأعمال الذين يمولون هذا التنظيم. وأضافت أن «القاعدة» كانت تدرس شن هجمات على قطارات أمريكية في الذكرى العاشرة لاعتداءات «11 سبتمبر» مشيرة الى أنّ المعلومات المستقاة من أجهزة بن لادن تؤكد أن الأخير كان مستمرا في إعداد المخططات داخل الولاياتالمتحدة. من جهتها ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن وكالة الاستخبارات الأمريكية عملت من منزل قريب لبيت بن لادن في مدينة «أبوت أباد» الباكستانية. وأضافت أنّ عددا صغيرا من جواسيس «السي. أي.إيه» عملوا في المدينة لتجميع المعلومات عن بن لادن ومجمعه علىمدار عدّة أشهر. اعتراف ووعيد وفي أول تعليق لها على تصفية زعيمها، قالت «القاعدة» إن موت الشيخ بن لادن سيكون لعنة تطارد الأمريكان وعملاءهم داعية الشعب الباكستاني على الثورة لغسل «العار» الذي ألحقته بهم شرذمة من الخونة واللصوص». وأكدت أن انتفاضة الشعب الباكستاني لا بدّ أن تكون انتفاضة شعبية قويّة لتطهير البلاد من رجس الأمريكان الذين عاثوا فيها فسادا. من جهتها توعدت الفرقة الأولى لمشاة البحرية الأمريكية قائد حركة «طالبان» الملاّ عمر بالتعقب وبمصير بن لادن. وقال قائد الفرقة الأولى ل«المارينز» ريتشارد ميلز إن على الملا عمر أن يكون قلقا لأن مقتل بن لادن يبرز أن الأمريكيين يركزون على أهدافهم بشكل كبير.