تراجع البيت الأبيض عن روايته السابقة حول حيازة أسامة بن لادن سلاحا عند مهاجمته في منزله قرب إسلام أباد حيث اعترف بأن زعيم «القاعدة» كان أعزل تماما، فيما أكدت ابنة بن لادن أنّ وحدات الكومندوس اعتقلوا أباها وقتلوه أمام أعين أفراد الأسرة وسحلوا جثته من الطابق الأرضي الى المروحية التي نقلته الى أفغانستان وسط تخبط أمريكي كبير من نشر صور بن لادن حيث تؤكد التقارير أنّ الصورة فظيعة بشكل كبير وتكشف ليس فقط عن تلقيه رصاصات على مستوى الرأس وإنما عن انفجار رأسه بالكامل. ونقل تقرير إعلامي عن ابنة بن لادن قولها إنّ القوة الأمريكية ألقت القبض على والدها حيّا وقضت عليه على مرأى كافة أفراد العائلة. أعزل... وقاوم وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني إن أسامة بن لادن لم يكن مسلحا عندما هاجمته «وحدة الكومندوس» وعلى الرغم من هذا فقد قاوم قبل أن يقتل رميا بالرصاص. وأضاف أن زوجته بدورها قاومت الفرقة المسلحة مما تسبب في اصابتها على مستوى الساق، ولكنها لم تقتل نافيا ما تردّد عن استعمالها درعا بشريا. ونسبت تقارير اعلامية عن زوجة بن لادن قولها إنهم انتقلوا الى المجمع منذ أشهر قليلة وكشفت قناة «جيو» الباكستانية عن هوية الزوجة مشيرة الى أنها حسب جواز سفرها يمنية وهي الزوجة الرابعة وأصغر زوجات زعيم «القاعدة» وهي من مواليد 1983 وتزوجها بن لادن عام 2000. وأضافت أن القوات الباكستانية وصلت الى المبنى فجر الاثنين الماضي وعثرت على 4 رصاصات فارغة وألقت القبض على سيدتين و6 أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاما، بينما تشير بعض التقارير الى اعتقال 16 شخصا بينهم نساء وأطفال ومعظمهم من جنسيات عربية. وتذهب معظم التحاليل الى أنّ المروحيات الأمريكية اكتفت بنقل جثتي بن لادن وابنه وتركت باقي أفراد الأسرة نظرا الى تعرض احدى المقاتلات الى عطل. وذكرت ذات المصادر أنّه طبقا للسياسات العامة فسيتم تسليم أقارب بن لادن الى بلدانهم الأصلية وأن عددا منهم يعالج في «أفضل المستشفيات». نذر خلاف في غضون ذلك تلوح نذر خلاف أمريكي باكستاني كبير حول ملابسات الهجوم على بن لادن حيث اعترف مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي.آي.إيه» ليون بانيتا أن واشنطن لم تبلغ إسلام أباد بالعملية لأنها كانت تخشى من وصول المعلومات الى بن لادن وتمكنه من الهروب. وربط بانيتا بشكل عضوي بين ابلاغ باكستان وتقويض عملية الاغتيال ممّا يكشف عن انعدام ثقة بين الطرفين. وعلى الرغم من إشادة باكستان بالهجوم فقد عبرت عن مخاوفها العميقة بسبب تنفيذ العملية دون اخطارها مسبقا. وواجهت إسلام أباد ضغوطا متزايدة لتقديم تفسير عن كيفية تمكن بن لادن من العيش طيلة هذه السنوات في بلدة «أبوت أباد» الحصن العسكري لباكستان. صور فظيعة وفي سياق متصل، أكدت مصادر مسؤولة في البيت الأبيض أنه على الرغم من التردد الحاصل حول نشر صورة جثة بن لادن فإن واشنطن ستنشرها في الأخير. وكان البيت الأبيض قد وصف الصور ب«الفظيعة» الأمر الذي يجعل من الضروري النظر في جدوى نشرها. وأشارت تقارير الى أنّ رأس بن لادن انفجر بالكامل مما يعني أن اطلاق النار عليه كان من مسافة قريبة وأن الأمر أشبه بعملية «إعدام بالرصاص».