أورد كاتب الدولة لدى وزير الخارجية البريطاني اليستر بيرت ردا على سؤال الصباح خلال لقاء صحفي مصغر عقده امس بتونس ان لندن ستدعم في قمة الثمانية الكبار التي تنظم في فرنسا فرص تمكين تونس من موارد مالية مهمة لتحقيق ما تحتاجه من تنمية بشرية واقتصادية وضمان انجاح الثورة الديمقراطية السلمية التي شهدتها مطلع العام الجاري وادت الى انتقال سلمي للسلطة بطريقة جلبت تقديرا لتونس وشعبها وساستها في العالم اجمع. واعتبر المسؤول البريطاني ان "تونس كان لها الفضل في قيادة قاطرة التغييرنحو الاصلاح السياسي والديمقراطية والقطع مع الفساد والاستبداد في الدول العربية تماشيا مع مطالب الشعوب وطموحاتها".
25 مليار دولار ؟
ونفى كاتب الدولة البريطاني ان يكون على علم بقيمة المبلغ المالي الذي تردد ان مجموعة الثمانية ستمنحه الى تونس والذي تردد انه سيحوم حول 25مليار دولار "مقابل التزام تونس بقيم الحداثة والديمقراطية " لكنه اكد ان الدول العظمى حريصة فعلا على دعم الشعب التونسي وثورته. و حول كيفية المساعدة التى تراها لندن من اجل المساهمة في عملية الانتقال الديمقراطي دون التدخل في الشأن الداخلي للبلاد اورد السيد اليستر بيرت أن "أية مساعدة من قبل مجموعة الثماني أو بقية الشركاء الأوروبيين يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مطامح الشعب التونسي وإرادته الحرة التي ستكشفها نتائج الانتخابات". لكن المسؤول البريطاني أعلن أن دعم المملكة المتحدةلتونس سيكون عبر محورين أساسين يتعلق الأول بالتعاون الثنائي من خلال نقل خبراتها ومهاراتها فى المجالين السياسي والاقتصادي فيما يتمثل الثاني في توفير الدعم المالي اللازم على المدى الطويل "والذي اعلن ان بريطانيا ستؤمنه بالتنسيق مع شركائها الأوروبيين ضمن البرامج التي اقرتها بروكسيل من بينها مساعدات وبرامج شراكة ضمن " سياسة الجوار".
العلمانيون والاسلاميون والانتخابات
وأورد المسؤول البريطاني ان بلاده لن تتدخل في اختيارات الشعب التونسي خلال الانتخابات القادمة سواء فازبالاغلبية فيها اسلاميون او علمانيون لكنها تراهن على ان الشعب التونسي الذي ثار من اجل الديمقراطية سيختار ممثليه من بين الشخصيات المترشحة التي ستدعم الاصلاح السياسي وتضمن سيادة سلطة الشعب. وأعلن المسؤول البريطاني ان محادثاته شملت كاتب الدولة للشؤون الخارجية السيد رضوان نويصروعددا من الوزراء الاقتصاديين كما التقى بقصر الحكومة بالقصبة بالوزير المعتمد لدى الوزير الأول في الحكومة الانتقالية السيد رافع بن عاشور واورد أن اللقاء مثل "فرصة لتأكيد حرص المملكة المتحدة على مواصلة دعم مسار الانتقال الديمقراطي في تونس والانتخابات التعددية".
وتعقيبا على سؤال اخرللصباح حول المستجدات في ليبيا وانعكاساتها على تونس ومستقبل الازمة في الشقيقة ليبيا اورد كاتب الدولة البريطاني ان بلاده تحيي التضامن الاسطوري للشعب التونسي مع الشعب الليبي ومع مئات الالاف من اللاجئين الليبيين والعرب والافارقة. واورد ان الازمة في ليبيا ينبغي ان تحسم قريبا "وان يفهم القذافي وابناؤه ومستشاروه ان الشعب الليبي والعالم اجمع اصبح يرفضهم وانه لا مكان لان يلعبوا أي دور سياسي في ليبيا حاضرا ومستقبلا ".