اصدرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية خلال هذا الاسبوع حكمها في قضية قتل الزوجة لزوجها بواسطة مسحاة بالميدة. وفي نفس اليوم تمت احالة شريكها وهو طفل مفرد بالتتبع تجاوز عمره 18 عاما وهو كذلك ابن شقيقتها على انظار الهيئة المختصة بقضايا الاطفال التي قضت في شأنه بالسجن عامين من اجل تهمة المشاركة في القتل العمد. وكانت الهيئة قد باشرت النظر في ملف القضية خلال السنة القضائية الفارطة واجلتها لتسخير محامين للمتهمين وقد جددت المتهمة مثولها هذا الاسبوع موقوفة لمقاضاتها من اجل تهمة القتل العمد كما جدد شريكها وابن شقيقتها الطفل مثوله امام الدائرة المختصة بحالة ايقاف من اجل تهمة المشاركة في القتل العمد. الطفل يدين خالته مجددا تولى قاضي الجلسة في مرحلة اولى استنطاق الطفل بمعزل عن خالته المتهمة بعد ان تم احضاره الى قاعة الجلسة لسماع اقواله باعتباره شريكا لها وقد تمسك الطفل المتهم بأقواله المسجلة عليه خلال الجلسة السابقة والتي نفى فيها قتله للهالك واكد ان خالته هي من تولت قتله واوضح انه تدخل لفض النزاع بينهما فحسب واضاف انه في تاريخ الواقعة توجه للمبيت مع خالته التي طلبت منه ذلك خوفا من سرقة اغنامها وافاق من نومه ففوجئ بزوج خالته الهالك بصدد رشق المنزل بالحجارة ووجد خالته بصدد تراشق الحجارة مع زوجها الذي اقتحم المنزل واستل سكينا محاولا قتلها فبادرته المتهمة بالاعتداء بواسطة مسحاة على ساقه وعندما سقط هذا الاخير واصلت اعتداءها عليه بواسطة «فركة» على كامل جسده وتمسك الطفل ببراءته نافيا تعنيفه او ضربه للهالك مؤكدا انه تدخل لفض النزاع بين الطرفين فأصابه الهالك بواسطة سكين في بدنه كما اكد الطفل ان خالته نقلت بمفردها الهالك فوق «برويطة» نحو الطريق العام. مواجهة بين الطرفين وبالانتهاء من سماع اقوال الطفل تم استقدام خالته المتهمة ومجابهتها بأقواله فواصلت المراوغة محاولة تضليل الهيئة وانكرت قتلها لزوجها ونفت تعنيفها له بواسطة مسحاة واكدت ان من قام بذلك هو ابن شقيقتها المتهم وابرزت انها عانت الامرين من زوجها الهالك وان حياتهما كانت مليئة بالتوتر والمشاكل والخلافات وخلال جلسة المحاكمة جابه القاضي المتهمة بصور جثة الهالك التي كانت تحمل اثار اعتداءات في كل انحاء جسده كما واجهها باعترافاتها المفصلة لدى قلم التحقيق الا انها تمسكت بالبراءة. مطالبة بتعديل نص الاحالة وباستيفاء الاستنطاق تم افساح المجال للسان الدفاع فرافع محاميان في حق المتهمة واكدت المحامية الاولى على غياب نية القتل لدى موكلتها واستدلت في ذلك بأن منوبتها استعملت المسحاة من الجهة الخلفية اثناء عملية الاعتداء على زوجها وبالتالي فان نيتها كانت متجهة لصده ومنعه من ضربها فحسب واضافت ان الاصابات كانت عشوائية وليس في مقتل وذلك ما ابرزه التقرير الطبي واكدت المحامية ان التهمة لا تستقيم في حق منوبتها وتبعا لذلك طلبت تعديلها واعتبارها من قبيل احكام الفصل 208 من م.ج. وهي الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه الموت دون قصد القتل وبررت الدفاع طلبها بانتفاء القصد الجنائي الخاص. ورافع محام ثان فاضاف انتفاء نية التحضير او الاعداد للجريمة لدى منوبته وابرز بأن العملية كانت وليدة اللحظة وساند زميلته في طلبها وتقدم بمؤيدات تمثل احكام جنائية صدرت ضد الهالك نتاج اعتدائه على زوجته وابرز المحامي الوضعية الاجتماعية الصعبة لابناء موكلته باعتبار ان اثنين منهما عمر الاول 10 سنوات والثانية 12 عاما موجودتان حاليا بمركز اجتماعي في حين ان شقيقتهما الثالثة نزيلة السجن نتاج تورطها في قضية كذلك وتبعا لذلك طلب المحامي مراعاة هذه الوضعية. وباعذار المتهمة التمست التخفيف وللتذكير بأطوار القضية فقد جدت ليلة 30 ماي 2006 حيث اقتحم الهالك غرفة نوم زوجته وكان بحالة سكر مطبق واشهر في وجهها سكينا محاولا قتلها فتسلحت هذه الاخيرة بمسحاة هوت بها على ساق زوجها ثم وضعته بمساعدة ابن شقيقتها فوق «برويطة» ونقلته للطريق العام وتركته هناك الى ان لفظ انفاسه الاخيرة. واثر المفاوضة ادانت الهيئة المتهمة وقضت بسجنها 20 عاما واعتبار التهمة من قبيل احكام الفصل 208 من م.ج كما قضت الهيئة المختصة بادانة الطفل المتهم وسجنه مدة عامين.