علمت "الأسبوعي" أن الاتفاق الممضى بين مصالح الوزارة الأولى ووزارة الشؤون الاجتماعية والاتحاد العام التونسي للشغل حول إلغاء العمل بالمناولة في القطاع العمومي والوظيفة العمومية لم يلق طريقه الى التطبيق رغم مرور فترة هامة من امضائه.. وبيّن منجي عبد الرحيم كاتب عام جامعة المهن والخدمات أنه في الوقت الذي تقرّر فيه أن يقع إلغاء المناولة نهائيا يوم 24 جويلية في الوظيفة العمومية والمؤسسات العمومية قامت بعض المؤسسات بتمديد عقود بعض شركات المناولة على غرار «الستاغ» التي كما يقول كاتب عام جامعة المهن والخدمات.. «الستاغ» خالفت الاتفاق ومددت عقود شركات المناولة لمدّة 6 أشهر أخرى أي الى ما بعد 24 جويلية وهذا يعد تجاوزا.. لا شيء تغير فعديد الادارات والمؤسسات تجاوزت الاتفاق الذي بقي منذ إمضائه حبرا على ورق حيث لم يقع إدماج عملة المناولة ولا أيضا تسوية وضعياتهم وضرب بالاتفاق عرض الحائط بما في ذلك بعض المصالح في الوزارة الأولى التي كانت أول من أمضاه.. شركات مناولة أقوى من الحكومة؟ ولم يخف منجي عبد الرحيم أنه أمام هذا التهاون والتّلكّؤ في تطبيق الاتفاق قد تعرف الفترة المقبلة عديد التحركات في حال لم تلتزم المؤسسات العمومية والوظيفة العمومية بيوم 24 جويلية. ويبدو أن أصحاب شركات المناولة والسمسرة باليد العاملة أقوى من الحكومة ومن القطاعات وما تمديد عقود بعضها مع «الستاغ» (حسب منجي عبد الرحيم) إلا دليل على ذلك اذ يقول محدثنا: «الأمر يبعث على الحيرة وعلى هياكل الاتحاد العام التونسي للشغل التحرّك ووضع ملف المناولة ضمن أولوياتها لإيقاف التجاوزات فلا قطاع النقل العمومي (أكثر من ألف عامل تنظيف وحراسة) طبقه ولا أيضا ديوان التطهير واتصالات تونس (800 عامل تنظيف وحراسة) والبريد (800 عامل) والمستشفيات (4 آلاف عامل) والستاغ (ألفا عامل تنظيف وحراسة وخدمات أخرى)... منسيون في المجمع الكيميائي! ولم يخف محدثنا خوفه أن جل القطاعات الحساسة والحيوية لم تلتزم بالإتفاق القاضي بإدماج عملة المناولة وإلغائها في المؤسسات العمومية والوظيفة العمومية اذ يقول منجي عبد الرحيم «لقد أصبح مصير ما بين 120 ألفا و140 ألفا ممّن يشملهم الاتفاق مجهولا إذ لم تقع تسوية وضعياتهم الى اليوم..». ومن المضحكات المبكيات أنه عند إعداد قائمات عمال المناولة المعنيين بالإتفاق من قبل المؤسسات العمومية لم يقع إدراج العاملين بالمجمع الكيميائي بقابس بهذه القوائم لذلك دخلوا منذ الإثنين المنقضي في اعتصام مفتوح.. لماذا قابس؟ وبين منجي عبد الرحيم أن الإعتصام سيستمر اذا لم تقع تسوية وضعية عمال المناولة بالمجمع الكيمائي وذلك بتطبيق اتفاق الوزارة الاولى على من يشتغلون بشكل مستمر أي إدماجهم وتسوية وضعياتهم أما بالنسبة الى العاملين بصفة مؤقتة فقد طالب اتحاد الشغل بتمكينهم من نفس امتيازات عمال المجمع خلال فترة العمل الوقتي التي يقضونها.. ولاحظ محدثنا أن عمال المناولة بشكل قار ومؤقتا يعانون كلهم التهميش مبرزا أنه مطلوب وضع حدّ لهذه الوضعية خاصة ان هذا التهميش امتد أيضا الى حراس البواخر بميناء قابس.. .. حراس البواخر في قابس أيضا..! وفجر منجي عبد الرحيم قضية أخرى تخص عمال المناولة في المؤسسات العمومية للتأكيد على غياب الجدية في معالجة ملف المناولة، فإعداد قائمات المنتفعين بالاتفاق لم يشمل يضا حراس البواخر بميناء قابس والذين يعملون في موانىء أخرى الأمر الذي أدى إلى دخول حراس البواخر بميناء قابس الى الدخول في إضراب وتعطيل الحركية حتى أن 8 بواخر محملة بالسلع ظلت راسية في البحر ولم يتسنّ دخولها المرسى المكشوفة لتفريغ الشحنات.. وأشار محدثنا إلى أن عديد القطاعت الحساسة قد تضرّرت في حال تجاوزت المؤسسات العمومية المعنية تاريخ 24 جويلية الجاري ولم تقم بتسوية وضعيات عمال المناولة لأن ذلك من شأنه أن يؤثر على عديد القطاعات سلبا في وقت يتم فيه السعي الى تمكين الاقتصاد من استعادة حركيته المألوفة.