بعد مشاركة مشرفة للمخرج التونسي يوسف حميد في مهرجان "كان" كمخرج لفيلم "القديس في جلباب " وكممثل في فيلمي "دون موعد" و"الليلة الأخيرة" الفرنسيين حل بيننا مؤخرا محملا بمشروع شريط سينمائي طويل جديد اختار له عنوان "جميلة" كتب له السيناريو "بيار غلينا" وسيقوم بأدوار البطولة فيه كل من "سيباسيان آل شاتو" و"ديمي ديدالف" و"ريمون موستاكي" أما "جميلة "فستكون تونسية . ولاختيار جميلة الفتاة البيضاء ممشوقة القوام ذات الملامح الغجرية والثماني والعشرين سنة سينظم يوسف حميد كاستينغ خلال هذا الأسبوع يوزع بعده 14 دورا على ممثلين تونسيين لفيلمه الذي سيصوره كله في تونس في بداية أكتوبر المقبل. هذا الفيلم ستنتجه شركة "هنريات برودوكسيون" للفرنسي "هنري كولانج" . أما الفيلم فيتناول قصة فتاة صغيرة اختطفها والدها من أمها وباعها وعندما كبرت حاولت العائلة التي تبنتها تزويجها غصبا ولكنها هربت ودخلت إلى طائفة دينية غريبة في عاداتها ومعتقداتها وطريقة عيشها استغلتها وحاول رموزها قتلها كما قتلوا غيرها عندما انتهت مهماتهن صلب تلك الطائفة ولكن طبيبا اغرم بها وأنقذها.. ويوسف حميد لم يعد من فرنسا لاختيار "جميلة " فقط وإنما أيضا حسب ما صرح به ل "الصباح" لمحاولة الحصول على دعم مادي ومعنوي من وزارة الثقافة لفيلمه " العودة " الذي يتناول فيه قضية الزواج المشترك بين التونسيين والأجانب والذي عادة ما يصبح الأطفال فيه ضحايا متشردين . أبطال هذا الفيلم والكلام ليوسف: "سيكونون من تونس ومن فرنسا". ويرى حميد انه كغيره من المبدعين المهاجرين عاني كثيرا من الإقصاء والتهميش من حقه بعد هذه الثورة أن ينال نصيبه من الدعم وذكّر بأنه اضطر للانتظار طيلة ست سنوات ليحصل على تأشيرة لمسرحيته " الحب ينطح" وانه من حقه أيضا أن يخرج مسلسل " الأستاذ وحوح" الذي كتبه للتلفزة التونسية ولكنه بقي طيلة 8 سنوات في ثلاجة دون سبب ولاحظ لنا انه استاء كثيرا من رؤيته لنفس الأسماء والوجوه التي عملت وتمعشت من النظام السابق تقدم نفسها على أنها من ضحايا العهد البائد وأضاف : "يطالبون بالدعم ويحصلون عليه ويتصرفون على أساس أننا لا نعرفهم، هؤلاء يتكلمون باسم الثورة ويوصدون الأبواب دوننا." وأكد في نهاية حديثه على أن الفاعلين على الساحة السياسية في تونس من أحزاب وجمعيات سياسية : "يتصلون بي وبأمثالي بغاية استقطابنا سياسيا ولكنني ارفض لأنني اعتبر ان منصة المسرح في بلدي لم ترتفع قيد أنملة وبقيت تترقب محركيها والمحركون يتكالبون على الحكم لأغراضهم الشخصية." وليوسف حميد المعروف في فرنسا كمخرج وكممثل في الأفلام البوليسية والمسلسلات مشاريع سينمائية ومسرحية وتلفزية عديدة جاء ينشد لها الدعم المادي نعم ولكنه أيضا يريد اعترافا من أبناء بلده وتشجيعا معنويا يجعلهم يتقاسمون مع الفرنسيين إعجاب الناس به وهو يسير على البساط الأحمر ويصعد المدارج في مهرجان كان ليقدم آخر أعماله السينمائية .