يقام في بلادنا ولأوّل مرة مهرجانا للثورات العربية ببادرة من السيد الأسعد خضر الذي قدّم تفاصيل حول التظاهرة في ندوة صحفية عقدت صباح أمس للغرض بأحد النزل بالعاصمة. والسيد الاسعد خضر مدير المهرجان كان يقيم بفرنسا منذ أكثر ما يقارب ثلاثة عقود كان فيها وعائلته محرومين من دخول التراب التونسي حسب قوله. وقد بعث شركة خاصة للاستثمار في الميدان الفني ستكون هذه التظاهرة التي تشهد مشاركة أسماء من تونسوفلسطين وليبيا ومصر في أولى نشاطاتها حيث قال:" "التاريخ علمنا أنه أثناء سقوط الدكتاتوريات ينتشر الإبداع وعندما تسقط لافتاته تصعد وتعلو اللافتات المعلنة والمؤكدة لذلك والشعب التونسي أثبت أنه مبدع بطبعه وأمضى على الشهادة المبينة لذلك يوم 14 جانفي يوم اقتلع نظاما دكتاتوريا فاسدا وأوقد شرارة الثورات العربية لذلك أردت أن أقوم ببادرة أرد من خلالها الجميل لهذا الشعب تتمثل في تنظيم تظاهرة تحتفي بالثورة في تونس وغيرها من الثورات في البلدان العربية". وستخصص عائدات هذا المهرجان للعائلات التونسية الآوية للنازحين الليبيين عبر جمعية وفاء للإغاثة. حضرت فرقة المرحلة للموسيقى بقيادة المايسترو هشام بدران بكامل عناصرها اللقاء الإعلامي وستتولى الفرقة تنفيذ عروض التظاهرة سواء في تونس أو في المحطات العربية الأخرى مثلما أكد ذلك مدير المهرجان. سيقع بالمناسبة تقديم سبعة عروض في المناطق التي كانت المحرك والمنعرج الحاسم في مسار الثورة إضافة إلى تنظيم عروض في إطار نفس المهرجان بكل من مصر وليبيا وقد تم على هامش هذه الندوة تقديم عينة من الأغاني الخاصة بالمجموعة التي أُنتجت خصيصا لهذا المهرجان منها "عودة النوارس" التي كتب كلماتها الشاعر زهير أبو شارب و"ارحل" لأحمد دحبور و"الميعاد" التي كتبها عزالدين المناصرة وهي كلّها من تلحين نزار الوحيشي رفيق درب بدران في فرقة المرحلة للموسيقى الملتزمة التي تأسست في الثمانينات واندثرت في بداية التسعينات. عروض احتفالية وتجدر الإشارة إلى أن هذا المهرجان سينتظم من 20 جويلية الجاري ويتواصل إلى غاية 30 منه في محطته الأولى بتونس وبتنظيم من التونسية للإنتاج وبدعم من وزارة الثقافة. ستنتظم العروض تباعا أيام 20 و21 و23 و24 و26 و28 و30 من الشهر الجاري تنطلق من سيدي بوزيد مرورا ببلاريجيا بجندوبة وقابس وصفاقس فسوسة من خلال عرض بمسرح سيدي الظاهر ومسرح القلعة بالمهدية وصولا إلى تونس العاصمة نقطة الحسم في مسار الثورة ليكون العرض الأخير بفضاء الأكروبوليوم بقرطاج. محمد علي شطيبة أحد أعضاء الهيئة المنظمة للمهرجان فسر عدم برمجة عروض بالقصرين أو بجهات من الشمال الغربي فقال:" تضمن البرنامج الذي أعددناه منذ شهر تقريبا عرضين أحدهما بالقصرين والثاني بتالة فضلا عن عروض أخرى بالكاف لكن اضطررنا وبطلب من سلطة الإشراف إلى إلغائها لأسباب أمنية بحتة فكان الاختيار على يبلاريجيا باعتبارها منطقة تابعة للشمال الغربي وبها مسرح ممتاز قادر على احتضان أكبر العروض الفنية." وفضلا عن قيمة العروض التي ستشارك فيها أصوات شابة من تونس التحقت مؤخرا بهذه الفرقة الموسيقية التي تم إحياؤها مؤخرا منجية الصفاقسي وعايدة الورغمي وأمين سعيد ونزار بوصحيح ومن المنتظر أن تلتحق بالمجموعة أسماء أخرى خلال الأيام القليلة القادمة كما أكد ذلك مدير المهرجان نذكر من بينها زيد تيم من فلسطين الذي كان حاضرا في الندوة وحي ّ الشعب والشباب التونسي على هديته لنظرائه في الوطن العربي في انتظار التحاق سناء موسى من فلسطين ووائل البدري من بنغازي بليبيا ومصططفي محمود من مصر باعتباره أحد فنّاني ميدان التحرير أثناء ثورة 25 جانفي. واعتبر الأسعد خضر أن إقامة هذا المهرجان يعد تحد من المجموعة للظروف الصعبة ومحاولات البعض إفشال مشروع المواطنة والديمقراطية والإنسانية الذي استشهد من أجله شباب تونس.