اكتظت قاعة انتظار فرع مركز البريد حتى اضطر عدد من الحرفاء للجلوس خارج المقر... وزاد الضغط تدريجيا على الثلاث أكشاك التي كانت في وضع العمل مع اقتراب التوقيت الصيفي من الانتهاء... تم تدعيم الخدمات بالعون المسؤول عن المعاملات البريدية غير أن ذلك لم يحدث الفارق المرجو... بدأ القلق يظهر على من طال بهم الجلوس والانتظار... واختار بعضهم المغادرة وتأجيل حاجتهم الإدارية إلى وقت لاحق... فلمياء استأذنت من عملها لمدة ساعة من أجل استخلاص فاتوراتها المنزلية فوجدت أن الساعة لن تكفيها لانتظار أكثر من 100 حريف سبقها في الترتيب... فاضطرت للتأخر وبالتالي كونها موظفة تأخير من ينتظرها في مكتبها.أما رستم فوجدت أن لا خيار أمامها غير مزيد الانتظار خاصة وأن نصف الأكشاك الموجودة فقط كانت في الخدمة لذلك تباطأ مستوى الخدمات... وزاد الوضع تأزما التوقيت الاداري الصيفي والرمضاني الذي تنحصر خلاله مدة العمل في الحصة الصباحية فقط.وفي استفسار ل"الصباح" عن امكانية تمكين من لهم ظرف خاص من معاملات خاصة، أوضح البريد التونسي أن الخصوصية تختصر في المعاملات الموجهة لكبار السن أو أصحاب الاحتياجات الخاصة فمن واجب عون الخدمة اعطاؤهم الأولوية، أما بقية الحرفاء فبامكانهم تفادي الضغط باعتمادهم الخدمات البريدية الالكترونية عبر مكتب البريد الإفتراضي http://www.guichetnet.poste.tn/ وذلك من أجل خلاص فواتير الكهرباء والماء والهاتف وكذلك خدمات الأنترنات باستعمال وسائل الدفع الالكتروني... وبامكانهم أيضا التصرف عن بعد في حساباتهم البريدية الجارية وكذلك حسابات الإدخار، الى جانب متابعة مختلف العمليات المنجزة على الحسابات البريدية الجارية من خلال الموزع الصوتي 88402727 او كذلك من خلال الاشتراك في الخدمة المجانية للارساليات القصيرة M-Poste.
الإجازات السنوية...
بحديثنا مع الأعوان المباشرين في مركز البريد اكتشفنا أن من بين الأربع أكشاك التي تقدم خدماتها كان هناك عون موسمي وآخر متربص ضمن برنامج "أمل".. وخوفا من وقوعهما في الخطأ يتم مراجعة المعاملات التي يأتيان على إتمامها من قبل... مما يضاعف الوقت اللازم لاستكمال الخدمة. كما علمت "الصباح أن أغلب الموظفين يتمتعون باجازاتهم السنوية خلال شهر رمضان الذي تزامن هذه السنة مع الإجازات الصيفية مما خلق شغورا واضحا في مراكز العمل داخل الإدارة... وبسؤالنا عن الطريقة التي يتم اعتمادها في توزيع مدة الإجازات بين الموظفين، تم تأكيد أنه لا يمكن إحداث التوازن بين عدد الأعوان بالادارة وحقهم في الإجازة وسير العمل خاصة أن الجميع يميل الى أخذ عطلهم السنوية خلال فصل الصيف. وأشار مصدر من البريد التونسي أن الاجازات السنوية من حق جميع الأعوان وهي الضامن لابقاء الموظف على نفس نسق الانتاج المطلوب منه طيلة السنة، ولتغطية الفراغ يتم اعتماد اعوان موسميين سبق وأن عملوا في البريد في السنوات السابقة (طلبة أو أبناء موظفي بريد)... لهم من الكفاءة ما يمكنهم من تقديم خدمة متكاملة... وتجدر الاشارة الى أن اشكالية الاجازات الصيفية مسألة تطرح في جميع الادارات والمؤسسات البنكية ورغم اعتماد العمل الموسمي أو التربصات لسد الشغور الا أن ضغط العمل في التوقيت الصيفي يحافظ على اختلال بين العرض والطلب في مستوى الخدمات...