تونس/الصباح: مثلما كان الافتتاح.. جاء اختتام الدورة الثالثة عشرة لايام قرطاج المسرحية خارج المألوف بدون احتفالية.. ولئن انتظر الجميع تدارك ما حدث في الافتتاح.. فان مدير الدورة حافظ على توجهه وانتصر لقناعاته الشخصية ليعيد نفس المشهد في حفل الافتتاح حيث وقف امام الجمهور الغفير ليعلن وسط صياح وصفير الكثيرين عن اختتام الدورة الثالثة عشرة لايام قرطاج المسرحية التي شهدت تقديم اكثر من 60 عرضا مسرحيا الى جانب العديد من المحطات المسرحية التي قيل في شأنها الكثير. ولسائل ان يسأل: هل حققت الدورة الثالثة عشرة لايام قرطاج المسرحية انتظارات المسرحيين؟ وهل ان غياب او تغييب بعض مظاهر الاحتفالية بالفن الرابع قد افرغت الايام من مضمونها كفضاء اساسي ورئيسي للتلاقي والتحاور والمناقشة وحتى «المشاكسة»؟.. ثم لماذا هذا التغييب الذي كان متعمدا حسب الكثيرين لاسماء مسرحية كبيرة وقدز تجسّد ذلك بشكل كبير في عدم تنظيم موائد مستديرة؟ وحتى لقاءات مع هذه الاسماء للتحاور وتبادل الرأي والنقاش؟ ... أسئلة عديدة طرحتها الدورة الثالثة عشرة لأيام قرطاج المسرحية تبحث عن اجوبة مقنعة توفر لهذه التظاهرة الدوام على اعتبار ان الغاية الاساسية لا تكمن في وفرة العروض بقدرما تكمن في القيمة والمضمون؟ الاحتفالية حجر الزاوية للتظاهرات لئن اعطى مدير الورة ل«الاحتفالية» مفهوما خاصا به يعتمد على العروض وتعدد التجارب المسرحية وتنوعها!! فان كل التظاهرات الثقافية الدولية تتفق على ضرورة توفر هذا العنصر الذي يعتبر حجر الزاوية للنجاح والتميز وابراز هذه التظاهرة او تلك الدورة خدمة لهدفها الاول المتمثل في مدى تأثيرها الايجابي على المتلقي والمتابع من جمهور البلد المنظم. وايام قرطاج المسرحية في دورتها الثالثة عشرة افتقدت لهذا العنصر فغابت اللافتات واختفت كل مظاهر الاحتفال على الركح في الافتتاح والاختتام على حد السواء وغاب «نجوم» المسرح ولم يتم الاحتفاء بهم على الركح.. وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما تم اكتشاف هؤلاء النجوم لاول مرة في حفل التكريم على ظهر الباخرة قرطاج!! ... التكريم تجاوز الخمسين مسرحيا.. من ضمنهم من تم تكريمه اكثر من مرة على حد تعبير عدد من المسرحيين الذين حضروا الحفل على ظهر الباخرة وغيّب مسرحيون تونسيون واختفت مظاهر الاحتفال بالمسرح التونسي بابعاده عن دائرتي الافتتاح والاختتام.. هذا ما بقي وسيبقى في الذاكرة لتظاهرة مسرحية عربية افريقية اختارت التغريد خارج السرب ل«تبتدع» تقاليد خاصة بها لم تخلف الا الاستياء.