تصدر للروائي والمهاجر الليبي إبراهيم الكوني رواية جديدة خلال شهر سبتمبر الجاري وقد اختار لها كعنوان «جنوب غرب طروادة جنوب شرق قرطاجة» ، ويبدو أن هذه الرواية سيكون لها أبعادها الجغرافية والسياسية الحديثة والمحينة في ضوء التطورات الأخيرة في الساحة العربية وما شهدته من ثورات وانتفاضات. وتنضاف هذه الرواية إلى مجموع المؤلفات الأخرى الكثيرة لإبراهيم الكوني التي ترجمت إلى لغات عديدة وتم تحويل بعضها إلى أفلام سينمائية... حاز الكاتب ابراهيم الكوني مؤخرا خلال ملتقى القاهرة الدولي الخامس للإبداع الروائي العربي على جائزة نجيب محفوظ للرواية حيث فاجأ هذا الأخير الجميع وخاصة الأدباء المتنافسين على هذه الجائزة بقراره وموقفه عندما احتفظ بالرمز وتبرع بمبلغها المالي الهام لأطفال دولتي مالي والنيجر وقال إبراهيم الكوني في الحفل الذي حضرناه بالقاهرة أنذاك «أن أطفال النيجر ومالي هم أحوج لمال الجائزة, هؤلاء الذين لا يتوفر لهم حتى الماء الصالح للشراب فما بالك بحاجتهم للحليب والدواء...» وكان الكاتب ابراهيم الكوني قد ألقى كلمة مؤثرة جدا عند اعتلائه لمنصة التتويج بأسلوب التزهد والنبل الإنساني واعتبر أن الكنز الحقيقي الذي لا يفنى ويجعل من الموت ولادة هوالحرية...» فهل كانت تلك الكلمة استشرافا لروايته التي ستصدر عن قريب. وتجدر الإشارة إلى أن جائزة نجيب محفوظ الهامة معنويا وماديا تسند في كل دورة من دورات ملتقى القاهرة الدولي للإبداع الروائي العربي لروائي على مجمل أعماله وتتويجا لمسيرته الإبداعية التي يفترض أن تكون متميزة جودة وغزيرة إنتاجا. ولكن هذه البادرة الإنسانية للمبدع إبراهيم الكوني المتمثلة في تبرعه بأموال الجائزة للأطفال المحرومين لم تسلم من التعليق والتأويل حيث ذكر البعض من الروائيين أن ما أتاه الكوني يعتبر انخراطا في النهج السياسي الليبي ودبلوماسية طرابلس في إفريقيا وقال البعض الآخر أن ما وهبه إبراهيم الكوني لهؤلاء سينال أضعافه المضاعفة من السلطات الليبية التي كانت قائمة كجزاء لخدمة السياسة الليبية في المنطقة. لكن هذه الفرضيات قلا تبدو ممكنة ذلك أن هذه البادرة سبقتها بادرات أخرى من بينها مثلا أن ابراهيم الكوني تبرع بقيمة جائزته الهامة التي نالها في باريس إلى أطفال العرب، نعني بذلك جائزة الصداقة العربية لبلدان أوروبا...