يبدو أن تخصيص 80 % من المقدرات للمدن الشاطئية أو مناطق الشريط الساحلي في السابق لم يكن يشمل المناطق التابعة لهذه المدن التي مثلت الى حدود 14 جانفي الغاية التي تخفي وراءها وضعا مزريا وتهميشا واضحا.. هذا ما اكتشفه وفد حزب الاتحاد الوطني الحر الذي قاد منذ منتصف أوت المنقضي حملة خيرية شملت عديد المناطق الداخلية ففي سياق الحملة الخيرية زار الوفد عددا من القرى المهمشة في الساحل على غرار القلعة الكبرى والقلعة الصغرى وبوفيشة وسيدي بوعلي وكندار.. أين تم توزيع عديد المساعدات.. احتياجات ونقائص وعلمنا أن هذا الوفد الموسع قد أطلق الحملة الخيرية من اقليمتونس الكبرى وشملت المساعدات آلاف العائلات بحي التضامن وحلق الوادي وسيدي حسين وحي هلال ومنوبة وحي ابن خلدون والانطلاقة.. وكذلك عددا من المناطق بالجنوب التونسي التي يعاني أهلها من الحاجة بعد تعطل الحركة التجارية مع ليبيا.. كما شمل هذا المد التضامني مئات العائلات الفقيرة بالشمال الغربي.. كما علمنا أنه في سياق هذه المبادرات الخيرية تحدث الوفد الى أهالي المناطق التي زارها ومع عدد من ممثلي المجتمع السياسي والمجتمع المدني حول الاحتياجات العاجلة لمناطقهم والنقائص التي تؤرق الأهالي وذلك في إطار المقاربة التي يقوم عليها الحزب المتمثلة في التقليص من فجوة الفوارق الاجتماعية بين الجهات وخلق فرص شغل في المناطق ذات الأولوية. الجهات مسؤولة عن برامجها التنموية وأفادنا الأستاذ الجامعي محسن حسن (عضو المكتب السياحي بالحزب) أن زيارات الحزب لشتى المناطق الهدف منها الاقتراب من المواطن وخاصة منها المهمشة وذلك حتى تكون القرارات والتوجهات نابعة من الجهات وذلك في إطار لامركزية التوجهات الاقتصادية أي أن الجهات مسؤولة عن برامجها التنموية.. وتتمثل ابرز مطالب مواطني المناطق المهمشة في تقريب نسق التنمية بها من المدن الكبرى حيث أشار عضو المكتب السياسي محسن حسن الى أن الاتحاد الوطني الحر قد أعد مخططا استثماريا ضخما سيتم الاعلان عنه في قادم الأيام ويمتد المخطط على 10 أعوام وهو موجه أساسا نحو المناطق الداخلية وعلمنا في هذا السياق أن من بين المشاريع المنتظر احداثها قطب صناعات غذائية تحويلية بسيدي بوزيد بالاضافة الى منطقة حرّة بمدنين ومؤسسات للطاقات البديلة بتطاوين والجنوب الشرقي ومشروعا لتكنولوجيا البيئة والصناعات الكيميائية النظيفة ومشروع بيوتكنولوجيا والصحة، كما ستكون تونس الكبرى مركزا ماليا ومشاريع صناعات ميكانيكية وكهربائية بزغوان والشمال والسياحة البيئية والثقافية بالشمال وصناعات النباتات.. أما السؤال المطروح كيف سيكون دور الدولة في هذه المشاريع الضخمة إن كتب لها أن تبعث خاصة أن جلها تتلاءم مع خصائص الجهات المحرومة أو المهمشة؟