فارق إيجابي بأكثر من 122مليارا في الميزان التجاري.. حقق الميزان التجاري في قطاع الصيد البحري فارقا إيجابيا بنحو 122مليون دينار خلال السبعة أشهر الأولى من سنة 2011 رغم تقلص التراجع المسجل في مستوى الإنتاج إلى حدود الثمانية أشهر الماضية إلى 4 بالمائة بدل 11 بالمائة إلى غاية شهر ماي، وتعد الراحة البيولوجية المعتمدة بخليج قابس طوال الصائفة أحد عوامل انخفاض الإنتاج دون أن تكون أبرزها بحكم توقف عشرات المراكب عن النشاط والتزامها بنظام الراحة لفسح المجال لتجدد المخزون السمكي. بسطة حول أحدث المؤشرات الخاصة بالقطاع خلال الأشهر المنقضية إنتاجا وتصديرا وتوريدا إلى جانب تناول ملف الراحة البيولوجية وتقييم مردودها، شكّلت محور الاهتمام في هذه المساحة من خلال المعطيات التي أوردها ل "الصباح" السيد الهاشمي الميساوي مديرعام الصيد البحري بوزارة الفلاحة.
ارتفاع لافت للصادرات
يعكس واقع القطاع انتعاشة واضحة لميزان الصادرات من المنتوج السمكي فاقت نسبة تطورها قيمة وكمّا سقف 50 بالمائة إيجابي رغم الانخفاض المتواصل على صعيد الإنتاج الذي بلغ على مدى 8 أشهر الأخيرة 66 ألف طن مقابل 96 ألف طن في نفس الفترة من السنة الماضية بنقص يناهز 3 بالمائة بعد أن كانت نسبة الانخفاض ب11 بالمائة قبل نحو 3 أشهر بسبب التراجع في الإنتاج القاعي بنحو22 بالمائة وذلك رغم الزيادة المسجلة في السمك الأزرق بنسبة 10 بالمائة وفي تربية الأسماك ب43 طنا إضافية. في مقابل هذا التراجع قفزت الصادرات إلى 17680 طن بقيمة ناهزت 176 مليون دينار مسجلة ارتفاعا بنسبة 53 بالمائة على نطاق الكميات و 58 بالمائة على صعيد القيمة المالية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وفي مجال الواردات السمكية تم توريد 21215 طنا بقيمة 53,2 مليون دينارمقابل 26468 طنا بقيمة ناهزت 55 مليون دينارالعام خلال النصف الأول من 2010 وعلى هذا الأساس سجل القطاع فارقا إيجابيا جدا حسب محدثنا هذا العام ب 122,7 مليون دينار مقابل 56مليون دينار.
مستحقات البحارة
يجري هذه الأيام وضع الترتيبات الأخيرة لعملية دفع مستحقات البحارة المعنيين بالراحة البيولوجية وإتمام النظر في الشكاوي الواردة على اللجنة الجهوية بصفاقس المكلفة بملف الراحة للشروع بصرفها قبل موعد انتهائها المحدد بموفى الشهر الجاري وذلك بعد أن سبق صرف قسطها الأول لفائدة 183 مركب صيد وتمتيع 2567 بحارا باعتمادات بعنوان منحة تمويل الراحة بلغت 2,4 مليون دينار. يذكر أنّ نظام الراحة سيتوج هذا الموسم بتقييم علمي دقيق لمردود الراحة البيولوجية التي انطلقت منذ مواسم والوقوف على نقاطها الإيجابية والسلبية وتحديد مستقبل العمل بهذه الآلية سواء بتطويرها ومزيد تفعيلها أو الاستغناء عنها إن تطلب الوضع ذلك ولم تثبت نجاعتها.
مراقبة مراكب الصيد
على صعيد آخر يتوقع أن تشهد عملية مراقبة مراكب الصيد عبر الأقمار الاصطناعية تعميما أوسع لها بمقتضى التوصية الدولية المقرة في هذا الشأن والتي تنص على توسيع نطاق اعتماد الأجهزة الطرفية المرتبطة بالأقمار الاصطناعية على مختلف المراكب التي يزيد طولها عن 15مترا ولن يقتصر الوضع على مراكب صيد التنيات فحسب. وذلك لتفعيل المراقبة والمتابعة عن بعد وفرض احترام مناطق الصيد والمساهمة بالتالي في التصدي للصيد العشوائي محافظة على استدامة المنتوج السمكي. تجدر الإشارة إلى أن المراكب المجهزة بجهاز طرفي تبلغ حاليا 59 مركبا.