بقلم: مصدق الشريف وأخيرا أسدل الستار على نتائج مناظرة اختيار مديري المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية وعرف كل معني بالأمر مركز عمله ليبدأ وبسرعة فائقة الاستعداد للسنة الدراسية 2011 /2012 لأن موعد العودة يكاد يدركنا ولا توجد إلى يوم الناس هذا قائمات التلاميذ وأقسامهم ولم تنجز بعد جداول أوقات الأساتذة والأمور كما هي على حالها منذ 30 جوان 2011. وما إن أفصح عن أسماء المديرين الجدد حتى أضحى الجدل قائما وبدون هوادة حول هذه النتائج وكثر القدح والطعن فيها من نواحي عديدة أبرزها بسبب أسماء كانت تنتمي للتجمع الدستوري الديمقراطي وبسبب أسماء نجحت نتيجة المحاباة سواء من الإدارة أم من النقابة وكذلك بسبب من يرى أن سؤال المحادثة الذي خضع له المترشح عملية غير عادلة وفيها كثير من المجاملات أو المعاداة في حين أن ضاربها يلعب دورا كبيرا في إفشال أو إنجاح المترشح... وعموما، فإن الأجواء لا تنبئ بخير وتنذر بعودة مدرسية يكتنفها كثير من الفوضى وتشوبها الضبابية. وإنه في رأينا لا بد أن تخضع قائمة المديرين الجدد للمعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية إلى قراءة ذات ثلاثة جوانب: الجانب الأول: إنه لا يحق لأي مترشح لم ينجح في المناظرة أن يقيم نتيجتها النهائية وأن يقدح في الطريقة التي اعتمدت في اختيار المترشحين لأنه قد رضي بقانون اللعبة وشارك في الخوض فيها بمحض إرادته وهو على دراية بكل كبيرة وصغيرة وعليه أن يلزم الصمت حتى لا يقال له « إلي ما يطول العرجون اقول مامرو» أو أن يقع تشبيبهه بفريق كرة القدم الذي كلما خسر مباراة شتم الحكم وحمله مسؤولية فشله. الجانب الثاني: إن الإطلاع على قائمة الناجحين تضعنا أمام حقيقة واضحة ومرة في نفس الوقت حيث وجود أسماء عديدة من المديرين الجدد التجمعيين والذي لهم تاريخ أسود سواء بسبب خدمتهم اللامتناهية للتجمع (تملق مبالغ فيه ) أو بما عرفوا به من محسوبة ووصولية وهذا إخلال وعدم وفاء لمبادئ الثورة والالتزام بإقصاء كل من ثبت تورطه مع التجمع وكانوا من زبانيته وعملوا في ركابه. الجانب الثالث : (إذا كانت النية متجهة عند الكثير من المديرين الجدد للسبب الذي ذكرناه آنفا (تجمعيين) Dégage _ Dégage )أو لأسباب أخرى كعدم اقتناعهم بجدية المناظرة شكلا ومضمونا فإننا نكون بذلك على موعد مع عودة مدرسية ساخنة يسيطر عليها عدم الاستقرار للوضع ويجد فيها أعداء تونس بالدرجة الأولى وأعداء الثورة بالدرجة الثانية الفرصة للتخريب والإفساد والرجوع بنا إلى عهد الظلمات والاستبداد. إنه في اعتقادنا أن المناظرة التي أجريت للمديرين لا تخلو من الشوائب شكلا ومضمونا وتتحمل فيها وزارة الإشراف المسؤولية ونقابة التعليم الثانوي المسؤولية الكبرى حيث حصل كثير من الارتجال وعدم التحري والاستهانة بالقاعدة الأستاذية التي لم يقع الرجوع إليها والإستشارة معها مما حدا بالكثير منها إلى إتهام نقابة التعليم الثانوي باستعمال نفس الآليات التي كان يستعملها التجمع الدستوري الديمقراطي. فأغلب الأسماء في قائمة المديرين محسوبة لفائدتها وكل منهما يسبح بحمد الآخر. إن المثل العربي يقول من أجل عين تسقى ألف عين ونحن نقول في هذا الوضع الدقيق الذي تمر به تونسنا العزيزة لا بد من أجل مليوني تلميذ ونيف أن نتحمل ما انتاب مناظرة المديرين من هنات وتجاوزات ولابد أن نحفظ أبناءنا التلاميذ ممن يريدون بهم شرا ويحققون من خلالهم أغراضهم القذرة وكذلك لا بد من الحفاظ على منظمتنا العتيدة الإتحاد العام التونسي للشغل من كل من يريد تصديعها والزج بها في أتون الصراعات لما يضمره من حقد دفين للعمل النقابي ويجب أن تكون لنا الهمة العالية واليقظة والغيرة للحفاظ على مؤسساتنا التربوية ومنظمتنا العتيدة وأن لا نسكت في نفس الوقت على التجاوزات التي حصلت والزلات التي ارتكبت ولكن بطرق ترسمها القواعد الأستاذية مع هياكلها دون أن نخل بمصالح أبنائنا التلاميذ ووحدة العمل النقابي المستقل والمناضل.