تونس - الصباح الاكيد أن أحدكم أو أحد أفراد العائلة والاصدقاء عاش مشهدا أو حدث أمامه أو سمع به أو ربما تقرر له أكثر من مرة. نقول هذا بالنظر إلى ارتفاع عدد مستعملي الهاتف الجوال في تونس ارتفاعا كان سببا لازدهار تجارة جديدة أو لنقل حرفة جديدة. تصليح وصيانة الهاتف الجوال وما أكثرها المحلات المعدة لهذا النوع من الخدمات. كثرة وإن خلقت مواطن شغل لكثير من الشباب إلا أنها لم تخل من نقائص وسلبيات. قلة الخبرة واللجوء للمناولة أعرب عدد من مستعملي الهاتف الجوال عن تذمرهم من نقص الخبرة لدى عدد من أصحاب تلك المحلات التي غزت الاحياء الشعبية بكامل أنحاء الجمهورية وفاق عددها المئات وربما الآلاف. فمستوى الخدمات محدودة ودون المطلوب لدى البعض ممن يدعون معرفة في اتقان تصليح وصيانة الهاتف الجوال ففي بعض الحالات يدعي أن بالجهاز عطب غير موجود أصلا والغاية هو الربح السريع دون مبالاة بمصلحة الحريف وهناك من يعرف كيف يتعامل مع أجواء هذه الحرفة من خلال طريقة المناولة أي يفتح محلا ولكنه يقوم بإصلاح الهواتف عند صاحب خبرة ممن عرفوا بإلقائهم لهذه المهنة وهو ما يؤثر على كلفة تصليح الهاتف الذي يتضاعف بسبب هذا الوسيط ومما يزيد في تعقيد هذا المجال هو التطور التكنولوجي للهواتف الجوالة من فترة إلى أخرى مما يستوجب على ممتهن هذه الحرفة المواكبة الدائمة لآخر وأحدث الابتكارات التكنولوجية. اهتزاز الثقة بين صاحب المحل والحريف أمام هذا الوضع الذي تعيشه هذه الحرفة الناشئة في مجال الخدمات ببلادنا تكاثرت السلبيات التي أضرت بالحرفيين الحقيقيين المتحصلين على شهادة الكفاءة المهنية الذين من جهتهم عبروا عن تذمرهم من المتطفلين على هذه الحرفة وقد برر البعض بالنقص في الفنيين المختصين لارتفاع تجهيزات ومعدات الصيانة التي ليست في متناول أي حرفي وهو ما فسح المجال أمام العديد ممن لا يتقنون هذه الحرفة لممارستها وهم لا يتوفرون على الزاد المعرفي والعلمي مما تسبب لهم في اهتزاز الثقة بين صاحب المحل والحريف وبالتالي كثر التذمر من الحالات التي يشهدها هذا القطاع الذي ولئن وفر عدة مواطن شغل فإنه في المقابل خلق عدة مشاكل تطورت إلى حد التقاضي بين بعض أصحاب المحلات والحرفاء ممن تعطبت هواتفهم الجوالة المرتفعة الثمن بعد أن عبث بها البعض من أصحاب المحلات الذين لا يفقهون في تصليح وصيانة الهواتف الجوالة. قريبا إصدار كراس شروط لتنظيم المهنة كثرة المحلات المعدة لتصليح الهواتف الجوالة مع ارتفاع عدد حرفائها وتشكي أصحابها من تطفل البعض عن هذه الحرفة طرح مسألة الكفاءة المهنية لممارسة التصليح ولضمان كفاءة أصحاب المحلات المعدة لتصليح الهواتف الجوالة سيصدر قريبا كراس شروط يلزم مهنيي هذا القطاع الاستظهار بالشهادة العلمية التي تؤهله لتصليح الهواتف الجوالة وإذا كان يكتفي بتجربته في هذا المجال فيستعين عليه الخضوع لاختبار للبرهنة على كفاءته والسؤال هنا لو لم يكن صاحب المحل من ذوي الشهادة العلمية وفشل في الاختبار فهل سينقطع عن ممارسة مهنة مالها من صنعة غيره؟