تونس الصباح أوباما، وكما وصفته مجلة «نيويورك» ليس أول رئيس يهودي للولايات المتحدة فقط بسبب دعمه السري العسكري لإسرائيل، والذي كشفت عنه الصحافة الأمريكية الأسبوع الماضي، بل ومن حيث «المسار الراديكالي» الجديد الذي أضحت واشنطن تنتهجه في طريقة حلها للصراع في الشرق الأوسط، والمنحاز لإسرائيل بصفة غير معهودة من رئيس بدأ يحضرلإنتخابات الرئاسة الأمريكية العام المقبل، بعد أن كانت علاقته بالإسرائيليين فاترة إثر فشله في الضغط على تل أبيب لإيقاف الإستيطان. ففي وسط زخم الأحداث والتصريحات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والمحاولة «التكتيكية» الفلسطينية في الأممالمتحدة للإعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 67، والتفاف اللجنة الرباعية وعلى رأسها أمريكا ودور الإتحاد الأوروبي لإرجاع مسار المفاوضات، خرج السفير الأمريكي في تل أبيب «الصهيوني» دان شابيرو أحد قادة اللوبي اليهودي في أمريكا- عين في منصبه في شهر مارس المنقضي بعد أن كان مستشارا للرئيس الأمريكي للشؤون الإسرائيلية- أمس، ليعلن مجددا معارضة واشنطن لطلب الفلسطينيين بوقف البناء الاستيطاني قبل الموافقة على استئناف المفاوضات. وقال شابيرو ان واشنطن لم تؤيد قط جعل تجميد الاستيطان شرطا للمفاوضات، موضحا لراديو الجيش الاسرائيلي ردا على سؤال حول ما اذا كان يؤيد المطلب الفلسيطني «لم نضع هذا الامر (تجميد الاستيطان) قط سواء في هذه الادارة أو أي ادارة أخرى كشرط مسبق للمحادثات». كلام شابيرو جاء في وقت مازال الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي يدرسان بيان اللجنة الرباعية الذي تقدمت به على مضض في نيويورك، والذي لم يطرح نقاطا مرجعية لبداية المفاوضات، وليصب الزيت على النار بعد تكرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس مطالبه بضرورة تجميد الاستيطان اولا، للجلوس على مائدة المفاوضات فيما رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو -في مقابلة مع صحيفة جيروزالم بوست- أمس، هذا الطلب، حيث أشار نتنياهو في لغة متعنتة الى أن حظرا آخر على البناء في المستوطنات بالضفة الغربيةالمحتلة ليس مطروحا. كلام نتنياهو وشابيرو تدعم بالفعل بإعلان وزارة الداخلية الاسرائيلية ان لجنة تخطيط المناطق في الوزارة وافقت على خطة بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة في حي جيلو الاستيطاني في القدسالشرقية. وقال البيان ان «وزارة الداخلية الاسرائيلية اعلنت ان لجنة تخطيط المناطق مررت خطة لبناء 1100 وحدة سكنية في جيلو» الحي القريب من مدينة بيت لحم الفلسطينية في الضفة الغربية. هذا التعنت الإسرائيلي لم يكن مستبعدا بعد خطوة عباس في الأممالمتحدة، ويبدو أنه الجواب الإسرائيلي على بيان الرباعية، فمعنى مواصلة الإستيطان هو رفض الجلوس على طاولة المفاوضات، نفس الموقف عبر عنه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس، معتبرا ان قرار اسرائيل الموافقة على بناء 1100 وحدة سكنية في القدسالشرقية، يشكل رفضا لخطة اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط لبدء مفاوضات، ويؤدي الى «تدمير حل الدولتين».