أهدى فضاء التياترو عمله المسرحي الجديد "الخلوة" في تصور عام، دراماتورجيا وإدارة فنية لتوفيق الجبالي إخراج نوفل عزارة ومعز القديري لجمهور مدنين والذي احتضنه مركز الفنون الدرامية الركحية بمدنين. هذه المسرحية أنجزت تحت شعار "عمل حر من أجل موعد أغر" كما أشار توفيق الجبالي في المعلقة الخاصة بها بمبادرة من صندوق الأممالمتحدة للسكان مضيفا «بهدف التحسيس بالموعد التاريخي الذي ستعيشه البلاد في الأيام المقبلة. إن واجبا كهذا يستدعي وعيا مدنيا وراقيا وشعورا عميقا بالمسؤولية وبالفرصة المتاحة وقد سميناه «الخلوة» وهي المكان الذي يختلي فيه الفرد بنفسه . للمطارحة أو للمصارحة بعيدا عن الأنظار وعن الرقباء فالخلوة إذن هي انقطاع لفترة محدودة، للإنفراد للوقوف على لحظة الحقيقة أو لحظة القرار انتخابي أو غيره بل قد يتجاوزها إلى مناطق أخرى تتداخل فيها المحظورات والممنوعات وامتداد الشخص مع ذاته أو غرائزه الخفية. وأضاف توفيق الجبالي في تقديمه «للخلوة» «أن البعد الأول في هذا العمل الذي يحرض المتفرج على القيام بالأداء بصوته أي أن يمارس مواطنيته بالمشاركة في اتخاذ القرار والاحتكام إلى نفسه بكل موضوعية وحرية.. إلى جانب هذا المدلول قد تتحول هذه الغرفة السرية.. إلى لعبة مسرحية نتصرف من خلالها على الجميع شرائح المجتمع ومختلف الأشخاص والرتب والأوضاع الاجتماعية في اللحظة الحرجة وبين ما هو مباح وما هو مستباح وكذلك إلى جميع الاستدلالات التي يوحي بها فضاء الاختلاء... في مختلف مستوياته... « وشارك في هذا العمل الذي حضره ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان وجمهور متوسط العدد العديد من الممثلين الشبان إلى جانب حضور الوجه الحقوقي سنية الدهماني، التي سبق لها أن شاركت في منوعة تلفزية. وبلغت مدة العرض ساعة و45 دقيقة. وعن اختيار هذا العمل المسرحي لافتتاح الموسم الثقافي لمركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين أشار أنور الشعافي مدير المركز للأسبوعي: أن أعمال التياترو تنسجم مع توجهاتنا الجمالية في خلق مسرح مختلف يؤسس لفسيفساء متعددة الحساسيات الفنية بالإضافة إلى أن التياترو كان دوما فضاء للفكر الحر.