واشنطن وات حيا الرئيس الامريكي باراك أوباما تونس باعتبارها أول بلد في شمال افريقيا والعالم العربي «انطلق من عملية تغيير استثنائية في المنطقة يطلق عليها اليوم اسم الربيع العربي» قائلا ان «ماحدث في تونس كان مصدر الهام لنا جميعا وتجسيدا لضرورة ان يتمتع كل فرد بحقوقه كاملة على غرار الحق في الكرامة والديمقرطية والحق في انتخابات حرة ونزيهة». وأعرب الرئيس الامريكي لدى استقباله أول أمس بالبيت الابيض بواشنطن الوزير الاول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي عن «ارتياحه العميق للتقدم الذي أحرزته تونس خلال الفترة الوجيزة» التي أعقبت ثورة 14 جانفي مبينا أن حركة التغيير التي انطلقت من مناطق تونس الداخلية كانت احتجاجا على حكومة «غير مسؤولة وغير قادرة على الاستجابة لحاجيات شعبها». وقال أوباما خلال هذا اللقاء «اعتبارا لكون تونس هي اول بلد عاش ما نسميه اليوم الربيع العربي وبالنظر الى ان تونس هي اول بلد سينظم انتخابات حرة ونزيهة فانه كان من قبيل الانصاف ان تتم دعوة مسؤولي تونس لزيارة البيت الابيض». وبين أن هذا التغيير كتب له النجاح بفضل قيادة الحكومة التونسية التي امنت مسارا متناسقا سيفضي الى انتخابات حرة وديمقراطية موفى الشهر الجاري وانتخاب مجلس وطني تأسيسي وصياغة دستور جديد. وتناولت محادثات أوباما/السبسي التحديات التي تواجهها تونس والفرص المتاحة أمامها اضافة الى امكانيات وافاق التعاون مع الولاياتالمتحدة بما يعزز مسار تطوير الاقتصاد التونسي حتى يواكب التغييرات التي تعيشها البلاد على المستوى السياسي. واوضح الرئيس الامريكي ان سلسلة من اجراءات الدعم الاقتصادي لتونس تم التطرق اليها خلال اللقاء وستشمل جملة من المساعدات التجارية ودعم الاستثمار اضافة الى برنامج متكامل لمساندة الاقتصاد التونسي سيما في مجالات الاعمال والاستثمار والتشغيل. واكد ان الشعب الامريكي سيعبر عن «مساندته ودعمه للشعب التونسي بكل الوسائل الممكنة خلال هذه الفترة الانتقالية». واضاف أوباما ان المحادثات تناولت كذلك التحولات التي شهدتها المنطقة العربية مبينا انه عبر للوزير الاول عن اعجابه وتقديره لروح الضيافة والسخاء التي برهنت عليها تونس باستقبالها لمئات الالاف من اللاجئين من ليبيا. من ناحيته عبر الباجي قائد السبسي الذي أدى من 3 الى 7 أكتوبر الجاري زيارة رسمية الى الولاياتالمتحدة عن امتنانه للدعوة التي وجهها اليه اوباما موضحا انه أبلغ الرئيس الامريكي «رسالة الثورة التونسية ورسالة الشعب التونسي.. وهي رسالة امتنان للدعم الذي ماانفك يقدمه لمسار التغيير في تونس». وذكر بان الرئيس اوباما «كان أول من عبر عن دعمه لثورة الشعب التونسي يوم 14 جانفي وما فتئ منذ ذلك التاريخ يجدد التعبير عن وقوفه الى جانب الثورة التونسية» مضيفا أن الرئيس الامريكي «كان في طليعة من أدركوا اهمية التغيير الذي حصل في تونس وتأثيراته المستقبلية على مجمل بلدان المنطقة». واضاف قائد السبسي يقول «ان الربيع العربي هو لحد اليوم ربيع تونسي فقط ونتطلع الى ان يكون ربيعا عربيا.. وهو أمر سيتحقق اذا ما تضافرت بعض الشروط بما في ذلك نجاح ثورة تونس ومسار الانتقال الديمقراطي بها». وأعرب عن يقينه بأن العلاقات العريقة والمميزة التي جمعت على الدوام تونسوالولاياتالمتحدة ستتعزز مستقبلا مجددا التعبير عن شكره للرئيس اوباما ومؤكدا أن «تونس ستظل شريكا ذا مصداقية» للولايات المتحدة.