رغم أجواء الهدوء والانضباط الذي خيّم على موكب جلسة اختتام الهيئة في بدايتها إلا أن الجلسة شهدت رغم ذلك بعض "الخروج عن النص" وعن البرنامج الرسمي المعد سلفا. فقد تعمدت لمياء فرحاني عضو الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، وشقيقة الشهيد انيس الفرحاني، ومباشرة بعد القاء لطيفة لخضر لكلمتها، مقاطعة عياض بن عاشور الذي كان يقوم بدور المنسق، وطالبت بحقها في التكلم، لكن بن عاشور تجاهلها في بداية الأمر قبل أن يرضخ لطلبها بعد اصرارها على التكلم وابلاغ ما تريد. وقدمت فرحاني نفسها على أنها رئيسة جمعية تمثل عائلات الشهداء ومصابي الثورة. وقالت :" دخلت الهيئة من أجل الدفاع عن حقوق الشهداء والجرحى، وانتقدت أداء الحكومة في إطار ديمقراطي ولجان تقصي الحقائق، والمنظمات، والأحزاب بكل احترام لعدم ايلائها موضوع الشهداء الاهتمام الكافي. وتوجهت إلى الوزير الأول، ورئيس الدولة المؤقت مستنكرة :" الحكومة كرمت مصابي الثورة الليبية لكن ماذا فعلت بمصابي الثورة التونسية"؟ ولامت فرحاني الهيئة من عدم استدعاء عائلات الشهداء وجرحى الثورة وتكريمهم.
رد غير متوقع
في الأثناء وعلى حين غرة وبشكل غير متوقع توّجه الباجي القائد السبسي من مكانه إلى المصدح ليوجه كلامه إلى لمياء فرحاني ليوضح موقف الحكومة من مسألة شهداء ومصابي الثورة قائلا :" لا يجب ان يظن أحد أن الحكومة ساهية عن قضية الشهداء والجرحى". واعلن أن مجلس الوزراء سينظر في اجتماعه اليوم الجمعة في مشروع مرسوم لرد الاعتبار لشهداء ومصابي الثورة، موضحا ان المجلس الانتقالي في ليبيا طلب من الحكومة الانتقالية نظيرا من مشروع المرسوم المرتقب لاعتماده لتعويض شهداء وجرحى ثورة 17 فيفرى. كما تحصلت لمياء فرحاني على وعد شخصي من رئيس الجمهورية المؤقت لتنظيم لقاء معها في أقرب الآجال للبحث في موضوع شهداء الثورة والمصابين.