مع قرب موعد عيد الإضحى المبارك انصبت كل الاهتمامات على ارتفاع أسعار العلوش التي سجلت التهابا غير مسبوق؛ حيث لا يمكن مقارنته بأسعار السنوات الماضية . وتشير آخر الأرقام القادمة من الأسواق أن الأسعارشهدت ارتفاعا فاق كل التوقعات ومثل صدمة لأغلب العائلات باعتبارتواضع مقدرتها الشرائية . واذا كانت كل المؤشرات توحي بارتفاع الأسعارأكثر مع انطلاق بيع العلوش في البطاحي والنقاط المعهودة ؛ فإن الأطراف المتداخلة أكدت أن بعض الظروف الاستثنائية التي مرت بها منطقة المغرب العربي بأسرها ألقت بظلالها على قطاع تربية الماشية بشكل عام وساهمت في التهاب الأسعار . السعر تجاوز 600 دينار أفادنا عديد المربين والتجارأن الأوضاع الأمنية التي تمربها ليبيا كان لها انعكاس مباشرعلى سعرالعلوش هذا العام باعتبارأن عشرات آلاف الليبيين قرروا قضاء العيد بتونس خاصة ان الأيام الأخيرة سجلت تدفق العائلات الليبية على تونس خصوصا مع اشتداد المعارك بسرت وبني وليد حيث عبرت 50ألف سيارة نحو تونس في ظرف يومين فقط . كما أن بعض التجارالليبيين والتونسيين اصبحوا يتوافدون على الأسواق بالجنوب والوسط وخاصة سيدي بوزيد حيث أقبلوا على شراء العلوش بأسعار مشطة لبيعه بالسوق الليبية .واللافت ان بعض هؤلا اصبحوا يتوجهون مباشرة الى المربين وإغرائهم بأسعارلا تقبل النقاش الى حد تجاوزت الاثمان أحيانا 600 ديناروهو ما يشجع الفلاح على البيع ربحا لمصاريف التنقل والأعلاف وغيرها من المشاق . محاصرة عصابات التهريب معطى آخر ساهم ولو بشكل غير مباشرفي الصعود «الصاروخي» للأسعار وهو الارتفاع الذي سجلته المواشي بالجزائر ومحاصرة عصابات التهريب التي كانت تهرب سنويا مئات الألاف من الأغنام الى تونس عبرعديد المعابر. اذ ان الألاف المهربة من رؤوس الأغنام كانت تساهم في تعديل الأسعار مع توفيرمجال أكثر للاختيارأمام المستهلك . ولاشك أن تضاعف أسعارالأعلاف قد أفضى إلى ارتفاع بورصة العلوش منذ بداية 2011 ناهيك أن كغ لحم العلوش بلغ 16 دينارا في بعض الجهات . وقد تذمر عديد الفلاحين من هذا المشكل الذي عانوا منه طوال الأشهر الماضية ؛ فقد أشار الفلاح حسين الهمامي إلى ان ندرة المراعي ونقص المساحات المخصصة للرعي ساهمت في زيادة كلفة العلوش باعتبارأن المربي أصبح يواجه مصاريف باهضة جراء ارتفاع أسعار مختلف المتطلبات الضرورية وأن سعر الماء سجل بدوره ارتفاعا مشطا في مختلف الجمعيات المائية مما أثقل كاهل الفلاح بنفقات أكثر. واذا كانت قد وجهت عديد الاتهامات الى التجارأوالوسطاء على اعتبارأنهم السبب المباشر في مزيد التهاب أسعارالعلوش فإنهم شددوا على ان الأسعار بطبعها مرتفعة ليضاف اليها كلفة الأعلاف والعناية التي تتطلب مصاريف باهضة على حد تعبيرهم.
