من بين سكان العالم البالغ عددهم 7 مليارات نسمة يوجد نحو مليار و800 مليون شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة.. ورغم الجهود المبذولة في مجال رعاية الشباب لم تتمكن أي دولة في العالم إلى حد اليوم من إيجاد حلول جذرية لمشاكل المراهقين.. هذا أبرز ما ورد ذكره أمس في لقاء صحفي انتظم بمقر صندوق الأممالمتحدة للسكان بتونس لعرض حالة سكان العالم لسنة2011.. إذ أشار محمد بلحسين ممثل منظمة الأممالمتحدة بتونس إلى أن بلوغ 7 مليارات نسمة يعتبر تحد كبير يجب على الانسانية ألا تفوت عليها فرصة كسبه من خلال استثمار قدرات الشباب على النحو الأمثل. وفسر أن هؤلاء الشبان يعدون قوة تنموية هامة. وقدم مراد غشام الخبير في المسائل الديمغرافية احصائيات مفزعة حول وضع الشباب في العالم خاصة ما يتعلق بالصحة الانجابية للفتيات.. وبين أن 80 مليون فتاة يتزوجن قبل بلوغهن سن العشرين وعدد كبير منهن يضعن مواليدهن في ظروف صحية غير مأمونة بما يعرضهن لخطر الوفاة أثناء الولادة أو وفاة الولدان.. ومن المشاكل الأخرى التي استفحلت في العقود الماضية في صفوف الشباب تحدث الخبير عن البطالة والفقر والهجرة والنزوح.. وفي ما يتعلق بالهجرة أشار إلى وجود 214 مليون نسمة يعيشون خارج بلدانهم الأصلية وكان هذا الرقم في حدود مائة مليون فقط سنة 1980.. وانجرت عن هذا الانفجار مشاكل كبيرة يعاني منها المهاجرون في بلدان الهجرة. وفي نفس السياق أبرزت ليلى جودان الممثلة المساعدة لصندوق الأممالمتحدة للسكان بتونس ان الشباب يتمتع بقدرات هائلة على تغيير العالم نحو الأفضل.. وهو ما يتطلب من الدول العناية بصحتهم وتعليمهم وتشغيلهم.. وهذا في حد ذاته تحد كبير بالنسبة للعديد من البلدان. وقالت إن صندوق الاممالمتحدة للسكان بتونس لديه عدة برامج تعنى بالشباب ينجزها بالشراكة مع جمعيات المجتمع المدني والأطراف الحكومية الأمر الذي ساهم في تحسين الصحة الانجابية والجنسية والتحكم في الاشكاليات التي تحيط بهما.. وبينت أنه يوجد برنامج يسمى «المثقف النظير» يرمي لتثقيف الشباب صحيا من قبل شبان في نفس أعمارهم يبلغ عددهم نحو 500 مثقف نظير. كما اهتم الصندوق بمسألة المساواة بين الجنسين وسعى إلى ترسيخها وبمكافحة العنف ضد المرأة وبتحسين قدرات النساء على كسب مهارات تجعلهن يقمن بأدوارهن في المجتمع على أحسن وجه. ولاحظ الخبراء الأمميون ان بلوغ هذا الحجم القياسي في عدد السكان يعتبر نجاحا للبشرية لكن في المقابل يعد عائقا بسبب التفاوت التنموي الكبير الموجود بين البلدان وبين جهات البلد نفسه تفاوت في الحقوق والفرص المتاحة للتعليم والصحة والتشغيل بين الجنسين.. كما تمت الاشارة خلال اللقاء الصحفي إلى أن عدد سكان العالم المتوقع خلال سنة 2050 يبلغ 9 فاصل3 مليار نسمة وستظل اسيا المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم لكن الهند ستحتل المرتبة الأولى بدلا عن الصين وفي نفس الاطار سيرتفع عدد سكان افريقيا ثلاثة أضعاف خلال هذا القرن.. وورد في التقرير الخاص بحالة سكان العالم لسنة 2011 معطيات تتعلق بتونس مفادها ان عدد السكان بلغ عشرة ملايين و600 ألف نسمة خلال سنة2011 يتوزعون بالتساوي بين الجنسين وبلغت نسبة النمو الديمغرافي 1 بالمائة ونسبة السكان بالمناطق الحضرية 67 بالمائة وعدد الأطفال لكل امرأة في سن الانجاب بين 15 و49 سنة واحد فاصل9 وأمل الحياة لدى الرجال 73 سنة ولدى النساء77 سنة..