فتح شبكة الهاتف القار للمنافسة واستثمار الخواص تونس - الصباح : يشهد قطاع الاتصالات في تونس نقلة نوعية هامة منذ سنوات، سايرت إلى حد ما التطور الكبير والمتواصل للتكنولوجيات الرقمية في العالم. ومن المنتظر أن يتواصل هذا الاهتمام بالتكنولوجيات في مجال الاتصال خلال السنة القادمة التي ستشهد تركيز خطة طموحة تتعلق بوضع شبكة تراسل المعطيات بسعة فائقة تصل إلى 100 ميغا بيتس في الثانية بالاعتماد على الألياف البصرية لفائدة المؤسسات الاقتصادية والإدارية الموجودة بالمناطق الصناعية ومناطق الخدمات, هذا إلى جانب مواصلة تشجيع المؤسسات الصغرى والمتوسطة وحتى الأشخاص الطبيعيين على اعتماد الشبكة العنكبوتية في عملهم وتعاملاتهم اليومية وخاصة في المجال التجاري والدفع الالكتروني باعتبار أن التجارة الالكترونية أصبحت السمة المميزة للاقتصاد العالمي ولمختلف المعاملات الاقتصادية. فتح قطاع الاتصالات القارة للمنافسة ويذكر ان عدد المشتركين في الهاتف القار والهاتف الجوال لدى المشغلين الاثنين تجاوز ال 9 ملايين مشترك .وهو ما يفسر ارتفاع الإنفاق الأسري في مجال الاتصالات والذي شهد تطورا كبيرا وقفزة جد هامة حتى بلغ سنة 2000 نسبة1,1 بالمائة ووصل الى 3 بالمائة سنة 2005 ويقدر اليوم بحوالي 5 بالمائة. وتستعد السلطات المسؤولة لاستكمال مختلف الاستعدادات الضرورية لفتح قطاع الاتصالات القارة للمنافسة على مستوى شبكة الهاتف القار الذي سيشهد بدوره دخول الخواص للاستثمار فيه على غرار الهاتف الجوال وكذلك تراسل المعطيات ومختلف الخدمات المتعلقة بها إلى جانب التركيز على جودة الخدمات وتنويع المنتوجات وتعصيرها. 8 ملايين منخرط في الهاتف الجوال وبخصوص الهاتف الجوال فقد ارتفع عدد المنخرطين اليوم ليصل الى 8 ملايين منخرط لدى المشغلين (اتصالات تونس وتونيزيانا) وينتظر أن يتطور هذا الرقم خلال سنة 2008 ليصل تقريبا الى معدل هاتف جوال لكل ساكن. ولكن وبالرغم من هذا التطور الهام في امتلاك واستعمال الهاتف الجوال , فان هذه الحركية صاحبها تدن نسبي لجودة الخدمات وذلك نتيجة العروض التجارية المتسارعة والضغط المسلط على الشبكة التي لم تعد تفي بالحاجة وأصبحت تعجز في المناسبات الكبرى كالأعياد مثلا واحتفالات رأس السنة الميلادية عن استيعاب آلاف المكالمات والمراسلات الالكترونية القصيرة الصادرة في وقت واحد.وهو ما يفسر صعوبة الاتصال وضياع عديد الإرساليات في تلك المناسبات. برنامج عاجل لتحسين الجودة والخدمات وأمام هذه الوضعية شرعت سلطة الإشراف المتمثلة في وزارة تكنولوجيات الاتصال في تنفيذ برنامج عاجل يتضمن العديد من الإجراءات الفنية والتنظيمية والمتمثلة أساسا في تعزيز دور الهيئة الوطنية للاتصالات على مستوى المراقبة وتدعيم الاستثمار على مستوى اتصالات تونس ب40 مليون دينار إضافية خلال الثلاثية الأخيرة من السنة ورصد أكثر من 100 مليون دينار بالنسبة للسنة المقبلة وهي موجهة بالأساس إلى الارتقاء بنوعية أداء شبكة الهاتف الجوال. وفي نفس إطار الحرص على تحسين الجودة والخدمات , تم إحداث خلايا داخلية تعنى بالجودة من خلال وضع آليات إصغاء للحرفاء عبر تركيز مركز نداء لتقبل الشكايات وتحويلها إلى المصالح المعنية للنظر فيها والعمل على حل الإشكاليات الممكنة. القضاء نهائيا على الاكتظاظ في الشبكة وحسب مصادر من وزارة تكنولوجيات الاتصال فقد ساهمت هذه الإجراءات في التخفيض والحد من نسبة اختناق الشبكة بصفة ملحوظة من 30 بالمائة في بداية السنة الجارية إلى 10 بالمائة مع موفى شهر أكتوبر ووصلت لأول مرة إلى 7 بالمائة فقط في نهاية شهر نوفمبر الماضي ومن المؤمل ألا تتجاوز 4 بالمائة مع موفي السنة الجارية على أمل أن يتم القضاء نهائيا على هذا الاكتظاظ في الشبكة وما يخلفه من مشاكل خلال سنة 2008 للاقتراب أقصى ما يمكن من المعايير والمواصفات العالمية.