بروكسيل آسيا العتروس قال الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فون راسموسين ان انتشار الاسلحة في ليبيا يعد مصدر انشغال كبير للحلف... مشددا في تصريحات أدلى بها ل"الصباح" على هامش أشغال مؤتمر وزراء خارجية الحلف الاطلسي الذي اختتم أشغاله بالامس في العاصمة البلجيكية بروكسيل على ان مجلس الامن الدولي يحمل السلطات الليبية الجديدة مسؤولية مراقبة تلك الأسلحة وجمعها لتكون في موضع آمن. وأضاف راسموسين ردا على سؤال "الصباح" حول التهديدات التي تشكلها الاسلحة في ليبيا على دول الجوار بأن الحظر العسكري والحصار المفروض على السلاح لا يزال قائما وأن هذه المسؤولية تهم السلطات الليبية الجديدة كما تهم دول الجوار التي يتعين عليها منع وصول أية أسلحة الى ليبيا. أما عن استراتيجية الاطلسي ومستقبل مشروع الشراكة مع دول حوض المتوسط في خضم التحولات المتسارعة في شمال افريقيا والشرق الاوسط بالتزامن مع امتداد الربيع العربي، أجاب راسموسين بأنه يشعر بالتفاؤل بما يتحقق في شمال افريقيا والمتوسط، وقال ان الشعوب هناك أخذت مصيرها بيدها وطالبت بالحرية والديموقراطية والعدالة والسيادة وهذه هي الأسباب التي كانت وراء الثورات في تونس ومصر وليبيا. ووصف راسموسين هذه المطالب بأنها مشروعة وأنها ستجلب المزيد لهذه الشعوب على طريق الديموقراطية. وقال "آمل أن تتقدم الديموقراطية في شمال افريقيا وأنا على ثقة أن ذلك سيحدث". ولاحظ راسموسين أن مهمة الحلف الأطلسي في ليبيا ستدفعه الى الاستفادة من الكثير من الدروس. وخلص الى القول أن منطقة شمال افريقيا والشرق الاوسط تعيش احداثا هامة تدعو الى تعميق الحوار والتعاون معها مشددا على أن أبواب الحلف مفتوحة للحوار مع دول المنطقة التي ترغب في تعزيز علاقاتها مع "الناتو" وتطلب خبرة "الناتو" في مجالات الدفاع وإصلاح الامن. ورأى راسموسين ان مهمة الحلف في ليبيا انتهت بالنجاح قائلا أنه رأى خلال زيارته الى ليبيا ان الشعب الليبي يتطلع الى المستقبل بكثير من الامل. من جهة أخرى، نفى الامين العام للحلف الاطلسي أن تكون للحلف شروط للتدخل في سوريا أو نية للتدخل العسكري في هذا البلد. الخلافات مع روسيا وعن خلافات الحلف مع الشريك الروسي، قال راسموسين انه من المعروف ان الحوارات الساخنة تحدث في الديموقراطيات، وليس سرا أن هناك خلافات حول مسألة الدروع الصاروخية. لكنه اعتبر في نفس الوقت أن مصلحة روسيا تقتضي ان تقدم مساعدتها في نجاح المهمة المستمرة للحلف الاطلسي في أفغانستان، مضيفا ان انعدام الامن والاستقرار في هذا البلد له تداعياته الخطيرة على روسيا أيضا سواء في ملف الارهاب أو في نفاذ المخدرات الى داخل حدودها، ومشيرا في هذا الصدد إلى ان التعاون مع روسيا أمر حيوي في ملفات المخدرات والارهاب والقرصنة. واستطرد راسموسين بأن هناك مجالات يتفق فيها الحلف مع روسيا ولكن هناك مجالات يختلف فيها معها وبين هذه الاختلافات ملف الدروع الصاروخية، حيث أن الحلف يحتاج تلك الدروع الصاروخية من أجل أمن الشعوب، معتبرا أن رد روسيا بخصوص مخطط الدرع المضاد للصواريخ يعكس حالة من انعدام الثقة ويذكر بحالة من المواجهة بين الطرفين. وشدد أمين عام "الناتو" على أن اصرار روسيا على مخطط الدروع المضادة اهدار للمال في مواجهة تهديد وهمي وكان الافضل أن يكون استعمال هذا المال لخلق فرص عمل جديدة، مؤكدا "اننا لا نعتبر روسيا عدوا ولكن شريكا والحلف يهتم بالضمانات التي تطلبها بأن مشروع الدرع الصاروخي ليس موجها ضدها". وعبر راسموسين عن امله في ان تكون الذكرى العاشرة لتأسيس الشراكة بين روسيا و"الناتو" العام القادم فرصة للتأكيد على هذه الضمانات وعلى أنه لا مجال لاستعمال القوة ضد بعضنا البعض. الازمة مع باكستان وعن تداعيات الازمة مع باكستان بعد قرار اسلام اباد وقف تعاونها مع الحلف الاطلسي وإغلاق منافذ الامدادات لقوات الحلف في أفغانستان في أعقاب القصف الخاطئ الذي أودى بحياة 25 من الجنود الباكستانيين، جدد راسموسين أسفه وتعاطفه مع عائلات الضحايا لكن دون أن يذهب الى حد تقديم اعتذار رسمي للسلطات الباكستانية. وكشف أن هناك تحقيقا جاريا لمعرفة ملابسات هذا الحادث واستخلاص الدروس المطلوبة منه ملاحظا أن الحلف دعا السلطات الباكستانية للمشاركة في اعداده. القمة الأوروبية الازمة المالية في اوروبا لم تغب عن اجتماعات الحلف وقد شددت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي في بروكسيل على ثقتها في نجاح القادة الاوروبيين في تجاوز الازمة واستعداد بلادها للمساعدة في ذلك. كلينتون أشارت في الندوة الصحفية الى الاتهامات الروسية لبلادها بالوقوف خلف الاضرابات في روسيا وقالت ان المسألة تستحق الاهتمام فعلا وأن الديموقراطية وحقوق الانسان في صلب اهتمامات واشنطن ولا يمكن ان تغض الطرف عنها. ومن جهة أخرى، قللت كلينتون من أهمية التأويلات بشأن غياب زرداري وتوقعت عودته الى باكستان مشددة في ذات الوقت على اهمية التعاون مع باكستان وافغانستان في محاربة خطر الارهاب والمجموعات المسلحة...