تجمّع مئات من الشباب والمثقفين والنشطاء النقابيين والحقوقيين التونسيين صباح امس امام مقر المجلس الوطني التأسيسي رافعين شعار: "الشعب يريد تحرير فلسطين، الشعب يريد وحدة عربية، والشعب العربي ضد الاستيطان.. وشعب عربي واحد ومقاومة.. مقاومة لا صلح ولا مساومة، وانا متسامح فأنا ضد الصهيونية".. كان من ابرز المنظمين للحدث الرابطة التونسية للتسامح برئاسة صلاح الدين المصري والجمعية التونسية لدعم المقاومة ومناهضة التطبيع برئاسة احمد الكحلاوي.
كما رفعت شعارات مساندة لوحدة الشعب الفلسطيني ولترفيع مستوى الدعم العربي للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية ونداءات لرفع الحصار عن غزة في الذكرى الثالثة للعدوان الاسرائيلي عليها.. وكان المطلب المركزي للمتظاهرين الضغط على المجلس الوطني التأسيسي للقيام بخطوات ملموسة لتكريس دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من بينها اصدار قانون يجرّم كل اشكال التطبيع مع اسرائيل. واعتبر المتظاهرون امام قصر باردو ان العنصرية والصهيونية منبوذتان بنفس الدرجة وان الديكتاتورية والتطبيع وجهان لعملة واحدة.
يذكر أن من بين خلفيات التحركات المناهضة للتطبيع بين بعض الاحزاب والقوى السياسية الرد على تصريحات نسبت الى قياديين في حزب النهضة تضمنت ايحاءات بأن حركة النهضة لا ترى مانعا في تطبيع العلاقة مع اسرائيل وان الاخوان المسلمين في مصر قرروا احترام اتفاقيات كامب ديفد في صورة استلامهم الحكم. لكن قياديين في النهضة كذبوا تلك التصريحات كما ادلى راشد الغنوشي بحديث صحفي الى جريدة الشرق الاوسط اللندنية السعودية نفى فيه عدة تصريحات نسبت اليه مؤخرا، من بينها انتقادات للسلطات السعودية وايحاءات باحتمال التطبيع مع اسرائيل. في المقابل اكد راشد الغنوشي ان حركته ستحترم التزامات الدولة التونسية العالمية السابقة. وأورد وزير الخارجية الجديد رفيق عبد السلام ان الحكومة التونسية التي تضم غالبية من حزب النهضة ستنتهج سياسة خارجية عقلانية مواكبة للمستجدات الدولية ووفق مبادئ الديبلوماسية العصرية.