«للثقافة في تونس مكانة مميزة إذ تمثل سندا للمشروع المجتمعي الذي طالما أكد عليه رئيس الدولة في خطبه باعتبار أن الثقافة سند للتغيير وإحدى دعائمه. ومن منطلق إيمان الشركة التونسية للكهرباء والغاز بدور الثقافة في تقدمها ورقيها وهي التي تزخر بطاقات بشرية تناهز العشرة آلاف على درجة عالية من الكفاءة في شتى مجالات نشاطها حرصت على العناية بها وايلائها المكانة التي تستحقها ندعوكم اليوم لا للحديث عن الكهرباء والغاز بل لنقدم لكم منتوجنا الثالث وهو ثقافي وإبداعي حرصنا على احتضانه وتوفير كل ظروف النجاح والتميز له وفي هذا الإطار تتنزل فسحتنا الثقافية هذه وهي أيضا تتويج لما كنا وعدنا به خلال الحفل الذي كنا أقمناه في شهر أفريل 2005 بالمسرح البلدي وأعلنا خلاله أننا نعتزم إنجاز فضاء ثقافي وعلمي يشتمل على مركز للتوثيق وعلى مساحة للعروض والمؤتمرات وعلى متحف للكهرباء والغاز».. بهذه الكلمات افتتح الأستاذ عثمان بن عرفة الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغازالإحتفال الذي انتظم بمناسبة مرور 45 سنة على تأسيس الشركة يوم الجمعة 1 جوان 2007 والذي لاقى مساندة السلطات الثقافية الرسمية وبلدية تونسالمدينة وتم خلال الحفل تدشين الفضاء التوثيقي والمكتبي بالمقر الاجتماعي للشركة بعد أن تمت إعادة تهيئته بغاية فتحه للعموم. ويتكون الفضاء التوثيقي والمكتبي المتخصص في الميدان التقني والعلمي من ركنين الأول للمطالعة ويحتوي على أحدث الإصدارات من دوريات وجرائد تونسية وأجنبية كما يحتوي أيضا على أهم المجلات العلمية والتقنية. وعلى رصيد هام من المعاجم والموسوعات اللغوية والتقنية والعلمية التونسية والأجنبية إلى جانب الرائد الرسمي للبلاد التونسية منذ سنة 1904 وكذلك إصدارات المطبعة الرسمية التونسية. أما الركن الثاني فللميدياتاك وهو فضاء متعدد الوسائط مفتوح أيضا لكل رواد المكتبة ويضم أربعة أجهزة كمبيوتر مجهزة بالأنترنات للإبحار قصد القيام بالبحث الببليوغرافي والوثائقي عبر الفهرس الالكتروني أو استغلالها للاستفادة من رصيد الأقراص المضغوطة. وخلال تدشين المكتبة تولى السيد عثمان بن عرفة الرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز تقديم الكاتب والأديب يوسف عبد العاطي وهو أحد أبناء الشركة الذين تعتز بهم وتعمل على تشجيعهم على الإبداع في شتى المجالات و ركز على إصداره الأخير وهو رواية جاءت حاملة لعنوان «ريح الوقت» وذكر أيضا بأن يوسف عبد العاطي إلى جانب كونه ابن الشركة هو عضو نادي القصة وعضو هيئة تحرير مجلة قصص ومساهم فاعل في الساحة الأدبية بما كتبه من مقالات أدبية ونقدية وقد اصدر حتى الآن: فارس الظلام:مجموعة قصصية وبعد: مجموعة قصصية غروب الشرق: رواية ريح الوقت: رواية ثم انتقل الحضور إلى فضاء أرحب خصص لعرض أعمال مبدعي الشركة من فنانين تشكيليين سواء من العاملين في العاصمة أو في الفروع والأقاليم الجهوية لها كالرسام عبد الرزاق السنوسي وعفاف شلوف وجلال الورتاني وآلفة التركي وفوزية حبوبي وهادية عوسجي من تونس وعبد المولى بوفحجة وسارة الصايم ومحسن ألكعبي من القيروان وحياة الزراتي من بنزرت وكريمة الدالي من إقليمأريانة وتوفيق حسني من الكاف ورؤوف شعيب من فرنانة وعماد المرزوقي من قابس وسمير ألتلمودي ونزار نفخة من مدنين ولينده سعيدانة من إقليمسوسة. وقد تميز هذا المعرض بتنوع أعمال المشاركين فيه وثراء تجاربهم التي تراوحت بين اللوحات الزيتية والرسم على البلور وعلى الحرير والنحت على الخزف. وقد كانت هذه اللوحات غاية في الروعة والإبداع. وفي قاعة المحاضرات دعي الجميع للاستمتاع بعرض موسيقي راق لمجموعة الصقلي للموسيقى التونسية كان عنوانه ألوان من تونس حرصت الشركة التونسية للكهرباء والغاز من خلال اختياره دونا عن غيره على إعطاء الفرصة إلى الأعمال الثقافية ذات الجودة العالية خدمة للثقافة وللمبدعين فيها.