تراجعت مرتبة تونس لمستعملي الشبكة الإجتماعية فايسبوك من المرتبة 46 في جانفي 2011 إلى المرتبة 56 في نفس الفترة من هذه السنة حسب ما بينته نتائج دراسة ميدانية في إطار بحث دكتوراه في العلوم الثقافية حول موضوع "تفاعل الطلبة التونسيين مع موقع الفايسبوك" قدمها بديع المالكي خلال منتدى حواري حول "الشباب والشبكات الإجتماعية في سياق الإنتقال الديمقراطي" نظمه أول أمس المرصد الوطني للشباب بغاية رصد ما يعرف بالحراك الإفتراضي أو النضال الإلكتروني وآثاره على المسار الإنتقالي بالإضافة إلى كشف مختلف الرهانات السياسية والإجتماعية والقيمية خاصة الإعلامية المرتبطة باستعمالات الشبكات الإجتماعية مع استشراف الأدوار المستقبلية للمدونين الشبان باعتبار دورهم في الإنتقال من عهد الدكتاتورية إلى عصر الديمقراطية. وقد بينت الدراسة أن أكثر من 81 % من الطلبة التونسيين يمتلكون حسابا خاصا بالفايسبوك، كما أن 73 % من العينة المستجوبة ينشرون صورة على الأقل بصفحتهم الخاصة في حين أن 45% من الطلبة يحجبون معلوماتهم الشخصية، إضافة إلى أن 90% منهم يستعملون لغة خاصة على شبكة الفايسبوك وهي عبارة عن خليط بين الحروف اللاتينية والأرقام، كما يفضل 68 % من الطلبة التخاطب المباشر عبر الدردشة، ويرى 75 % من الطلبة المستجوبين أن الفايسبوك يمنح فرصة للتفاعل مع الآخر. أما فيما يهم الفايسبوك والحراك الإجتماعي فقد برز من خلال الدراسة الميدانية جدل حول حقيقة الدور الذي لعبه في التغييرات الإجتماعية والسياسية في تونس، فقد ذهب البعض من المستجوبين أن الفايسبوك مثل حلقة هامة في الحراك الإجتماعي إلا أنه لم يكن العامل الوحيد في هذا الحراك. وقد بين الدكتور محمد الجويلي مدير عام المرصد الوطني للشباب أنّ الشبكات الإجتماعية خلقت علاقات جديدة مع الصورة واللغة والمحتوى وجملة الإستعارات التي استغلت من قبل ويتم استغلالها إلى اليوم، حيث أكّد أن الشبكات الإجتماعية لم تعد تقتصر على شبكة الفايسبوك بل تعددت الشبكات والمعطيات الجديدة على غرار الأوبن قوف الذي أعطى معنى جديدا للحوكمة بحيث أصبحت في علاقة مباشرة بين الإدارة والمواطنين والسلطة لتكون المحرك والمراقب. هذا التطور الذي شهدته الشبكات الإجتماعية لم يواكبه تطور على مستوى البحوث العلمية في هذا المجال في الدول العربية على عكس البلدان الغربية التي اهتمت بهذه الظاهرة كما أبرز ذلك الأستاذ جمال الزرن أستاذ محاضر بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار حيث أكّد أنّ "الآخر اهتم بهذه الظاهرة باعتبارها استطاعت تشكيل الرأي العام وباعتبارها قادرة على المساهمة في إحداث التغيير من خلال إجراء البحوث العلمية التي أبرزت أن الشبكات الإجتماعية أصبحت صورة ومرآة عاكسة لكل المجتمعات" فأضحت الإستعمالات متعددة ومتنوعة أوجدت حراكا مجتمعيا محركه حرية التعبير والتفكير والتعليق لسهولة النشر وما وفرته المنظومة الإلكترونية من مزايا تجعل الناس بشكل طوعي تنخرط في الشبكات الإجتماعية. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال المنتدى الحواري تم تقديم تجربتين لمدونتين هما من درة حرار ووسام التليلي.