تونس بلد تتوفر فيه مقومات النجاح - تحدث السيد خوسيه فيرنندز، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإقتصادية والتجارية ل"الصباح"، مسلطا الضوء على المبادرات الأمريكية لتنشيط إقتصاديات دول الشمال الإفريقي عموما وتونس خصوصا. تناول الحديث المبادرات الإقتصادية التي أعلنتها واشنطن، قبل إندلاع الثورة التونسية منذ أكثر من سنة، مثل "الشراكة مع شمال افريقيا للفرص الإقتصادية" والتي تهدف واشنطن من خلالها إلى تنشيط اقتصاديات دول شمال افريقيا عبر رفع مستوى التبادل التجاري البيني وعبر دعم المؤسسات الإقتصادية الصغرى والمتوسطة مع التركيز بصفة خاصة على تشغيل الطاقات البشرية الشابة التي تزخر بها دول المنطقة. وعند سؤاله عن دواعي وفوائد مثل هذه المبادرات، أوضح السيد فيرنندز قائلا:" تم بعث الشراكة مع شمال افريقيا للفرص الإقتصادية سنة 2010، وعقدت أول مؤتمر لها في نوفمبر من نفس السنة وعقدت مؤتمرها الثاني من 16- 18 جانفي الماضي في مدينة مراكش المغربية". فرص تشغيل أما عن دوافع تأسيسها، وما هي الفوائد المرجوة منها أمريكيا، فكان رده كالآتي:"نحن نرى أن نسبة البطالة مرتفعة بين صفوف عدد كبير من الشباب في دول شمال افريقيا. كلما ارتفع المستوى التعليمي للأفراد كلما صعب عليهم وجود موطن شغل خاصة في بلد مثل تونس. لذلك برزت الحاجة لخلق فرص عمل أكثر وفرص أكثر. وما نحاول القيام به هو التركيز على ما يمكن أن تقوم به الولاياتالمتحدة أمام هذا وضع. ومن أحد أهم صادراتنا، إن تركنا جانبا مشروباتنا الغازية، هي روح المبادرة. والناس من مختلف بقاع العالم تبهرهم روح المبادرة الأمريكية وهو ما يمكن تصديره بسهولة. لذلك أوجدنا صيغة يلتقي عبرها رجال أعمال أمريكيون بنظرائهم من شمال افريقيا لتفعيل ما لديهم من أفكار ومشاريع وكيف يحصلون على تمويل وكيف ينمون التجارة البينية بين دول شمال افريقيا التي هي متدنية جدا (أقل من 2 في المائة وفقا للبنك الدولي). نحن نهدف إلى مساعدة حوالي مائة ألف شخص من دول المنطقة الخمس". تونس لها مقومات النجاح وفيما يتعلق بتونس، وما يمكن أن تحظى به اقتصاديا وسياسيا وهي البلد الذي يمر بأزمة اقتصادية خانقة ووضع سياسي غير واضح المعالم إلى حد الآن، تحدث السيد فيرنندز بلغة مطمئنة، إن لم نقل متفائلة، وقال:"تونس هي بلد تتوفر فيه مقومات النجاح، وبها نخبة ذات تعليم عال ولها آفاق دولية بالإضافة إلى موقعها الجغرافي الممتاز ولديها سمعة جيدة دوليا ليس فقط لأنها شهدت أول الثورة بل بسبب ما قدموه لليبيا في وقت عصيب تمر به تونس، كل هذه العوامل مجتمعة تجعل منها بلدا مناسبا لأنشطتنا وبعث مؤسسات صغرى ومتوسطة للشباب لبعث مشاريعهم الخاصة مما سيخلق وظائف مما سيساعد على تغيير العقليات القديمة التي تؤمن بتسيير الدولة لقطاع الأعمال ويحل محلها القطاع الخاص، مع أن الكثيرين يودون العمل لدى الحكومة".ويشار إلى أن الكونغرس الأمريكي كان قد أصدر قانون "صندوق تمويل الأعمال الأمريكي-التونسي"، حصلت "الصباح" على نسخة منه وأشارت إليه في عدد سابق، جاء في ديباجته أنه يهدف إلى "دعم التحول الديمقراطي في تونس بحيث يكون ناجحا ومستمرا ويعكس تطلعات الشعب التونسي نحو فرص اقتصادية أكبر وحريات سياسية"، وتشير بنوده إلى عمق ومتانة العلاقة التاريخية بين البلدين وإلى مكانة تونس ودورها الإقليمي وإلى ضرورة مساعدتها كي تحقق الأهداف التي من أجلها ثار الشعب، ونجح في تغيير نظام إستبدادي ظالم. فروع للشركات الأمريكية أما ما يمكن، عمليا، أن تقوم به واشنطن لإحياء وتنشيط الدورة الإقتصادية في تونس في ظل هذا الظرف العصيب، شرح السيد فيرنندز موقف بلاده كالتالي" حاليا، تبحث مؤسسة تمويل المؤسسات الخاصة بالخارج (Overseas Private Investment Corporation)، في كيفية التواجد في تونس ومن مهامها مساعدة الشركات الأمريكية على فتح فروع لها هناك، لأنه لم يكن ذلك ممكنا في عهد النظام السابق، وأعتقد أن خمسة أوستة وفود أمريكية زارت تونس مؤخرا لبحث سبل تمويل المؤسسات الصغرى هناك". وأضاف:"مثلا، قبل أربعة أشهر زار زميل لي تونس في جولة استطلاعية بحثا عن فرص للاستثمار وعاد بمجموعة أفكار حول تمويل المؤسسات الصغرى وبعث مشاريع استثمارية ومساعدة الحكومة التونسية على وضع الأسس التكنولوجية لتحقيق الشفافية. وبما أنه يصعب على المرء، مهما حاول التجرد أو التعميم، فصل حديث الإقتصاد عن هموم السياسة. فالاثنان مرتبطان عضويا بشكل يستحيل معه الفصل بينهما. فالرخاء الاقتصادي له شروطه ومقوماته منها إقامة مناخ إستثماري ملائم لجلب الاستثمارات الخارجية وهذا بدوره يستدعي توفرمناخ تسوده الشفافية وسيادة القانون واستقلال القضاء وقوانين منظمة لمساءلة ومحاسبة الحكام من قبل المحكومين، جاء رد السيد فيرنندز واضحا بقوله:" ما هو واضح بالنسبة لنا هو أن دول المنطقة شهدت ثورات جماهيرية لتحقيق مطالب داخلية بحتة، وعلى الشعوب أن تخط مستقبلها بأيديها. ونحن مستعدون للتعامل مع أي كان طالما توفرت هناك المبادئ الديمقراطية الأساسية كحرية التجمع وحرية التعبير ووجود قوانين تسهل عملية إنشاء مؤسسات إقتصادية وتصفيتها بنفس السرعة وتسمح بإجراء عمليات إقتراض وسيادة القانون هي أمر أساسي". وحين استفسرت "الصباح" من محدثها إن كانت واشنطن تضع شروطا سياسية أو اقتصادية على تونس في مقابل تمتعها حاضرا ومستقبلا بما يمكن وصفه بأنه دعم اقتصادي، جاء رده دبلوماسيا بامتياز وقال:"نحن واثقون من قدرة الشعب التونسي على بلورة مستقبله. فالثورات صعبة والتونسيون يدركون جيدا أين توجد الخطوط الحمراء الدولية والمناخ الدولي. بمعنى، أنهم يعون أن المستثمرين، سواء المحليين أو الدوليين، يحتاجون إلى مناخ تحكمه سيادة القانون. ونحن سنقدم لهم المساعدة التي يمكننا تقديمها، ونحن لسنا في موقع من يضع شروطا أو مطالبا فالتونسيون أذكياء"، على حد تعبيره.
تعاون تونسي أمريكي في مجال الصحّة الحيوانية بمناسبة انعقاد الدورة التدريبية في المتابعة الصحية للحيوانات البرية ووقايتها من الأمراض الوبائية التي تشرف على تنظيمها الإدارة العامة للغابات لفائدة الأطباء البياطرة ورؤساء الدوائر الغابية يؤدي المدير المسؤول عن منظمة "هيومن سوسايتي أنترناشيونال" الأمريكية مارك جونز زيارة إلى تونس من 1إلى 5فيفري الجاري لحضور الورشة التدريبية للاطلاع على التجربة التونسية في ميدان حماية الحياة البرية. وقد ساهمت المنظمة في اقتناء الأدوات البيطرية والأدوية التي ستوضع على ذمّة الأطباء البياطرة العاملين بالولايات التي تقع ضمنها المحميات الطبيعية المعنية بهذه الدورة. وللتعريف بالمنظمة وبسط آفاق التعاون في ميدان المحافظة على الحياة البرية بالمتحف البيئي ببو قرنين يوم 4فيفري. على صعيد آخر وفي إطار الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة تنظم الإدارة العامة للغابات بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة هذا اليوم ندوة وطنية بمدينة غار الملح ستشهد الإعلان عن برنامج ترسيم 15 منطقة رطبة جديدة ذات أهمية عالمية باتفاقية "رمسار".