الضحية في هذه القضية امرأة يقارب عمرها 80 عاما كانت تعمل إطارا بإحدى المؤسسات تقطن بأحد أحياء جهة بنعروس توفيت لأن أحد المتهورين طمع في أموالها وخطط لسرقتها وولج داخل منزلها بكل سرية واستغل انتهاءها من صلاتها لينقض عليها بلحاف رأسها «محرمة» ثم يخنقها إلى أن خارت قواها وتوفيت ثم سارع بتفتيش المنزل وحمل ما استطاع ثم غادر المكان. وبانطلاق الابحاث تم التعرف على الجاني وبعد إيقافه والتحرير عليه أحيل للمحاكمة وصدر في شأنه ابتدائيا حكم يقضي بسجنه مدى الحياة وباستئنافه لهذا الحكم مثل مؤخرا أمام الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بالعاصمة وباستنطاقه ذكر أنه من مواليد 1984 وأصيل احدى مناطق جهة صفاقس وجاء للعمل بأحواز العاصمة وكان عمل لدى الضحية من قبل وبتاريخ الواقعة خلال شهر جانفي من سنة 2007 عنت له فكرة سرقة منزلها وذلك لمروره بضائقة مالية ورغبته في العودة إلى منزله بعد مدة من الغياب وأضاف أنه في حدود الخامسة مساء شاهد الضحية خارج المنزل فغافلها وتسور الحائط وتسلل إلى الداخل وبقي يراقب حركاتها داخل المنزل وإثر أدائها لفريضة الصلاة شدها من خناقها طالبا منها تمكينه مما عندها من مال وبشروعها في الصياح وضع يده على فمها ثم سارع بخنقها بلحاف رأسها. وبعد أن خارت قواها لفها بقطعة قماش ثم توجه إلى غرفة النوم لكنه لم يعثر على أي مليم واكتفى بسرقة هاتف جوال كان وجده بصدد الشحن وخبأه بعد أن أغلقه قبل اقدامه على قتل صاحبة المنزل وتوجه بعد ذلك إلى جهة المنيهلة وباعه بمبلغ 35 دينارا ويزيادة التحرير عليه أكد المتهم لدى القاضي عمله لدى الشاكية من قبل ثم لاحظ أنه جاء إلى العاصمة عقب عيد الاضحى سنة 2006 ولظروف مادية ألمت به التجأ إلى السرقة ثم إنه لم يفكر في قتل الضحية بل تصرف نتيجة ارتباك إثر لجوئها إلى الصياح وخوفا من إلقاء القبض عليه أزهق روحها وتمسك بدخول المنزل لغاية السرقة وذهب في ظنه أنها امرأة مسنة قد يجد لديها المال وقد تخاف منه وتلبي له طلبه. وبإنطلاق المحاكمة طلب ممثل النيابة العمومية إقرار الحكم الابتدائي. وركزت المحامية على غياب الركن المعنوي للجريمة متجاوزة الركن المادي ولاحظت أن منوبها لم يذهب خصيصا قصد قتل الهالكة واستدلت بغياب حجز أية وسيلة قاتلة مشيرة لامكانية حمل سكين أو قضيب حديدي ثم أكدت على عدم تخطيط منوبها لعملية القتل وكان لجأ في مرة ثانية إلى استعمال اللحاف بعد أن وضع يده على فمها لمنعها من الصياح ثم أضافت أنه لو خامرته فكرة القتل لعالجها بأية وسيلة قاتلة سواء جلبها معه ووجدها بالمنزل وتمسكت بنية منوبها لازاحة الهالكة للحصول على مال ثم أضافت أنه ليس من المتضلعين في الاجرام وطلبت اعتبار الافعال من قبيل الاعتداء بالعنف الشديد الناجم عنه موت والسرقة والتخفيف عنه قدر الامكان ثم حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم.