فتح كافة طرقات المناطق الشمالية.. وتركيز وحدات لتسهيل عمليات الإمداد إلى كافة الجهات ضمن متابعة "الصباح" للتطورات الأخيرة التي مرت بها تونس بعد موجة البرد التي شهدتها البلاد، وما نتج عنها من نزول ثلوج خاصة على المنطقة الشمالية للبلاد، كان لنا لقاء مع السيد محمد سلمان وزير التجهيز والإسكان سلط فيه الاضواء على مجمل التطورات الحاصلة خلال الأسبوع الماضي... وعلى مستوى التدخلات الحاصلة في الجهات الشمالية للبلاد، وأيضا الاستعدادات التي تم اتخاذها تحسبا لمجمل التطورات المنتظرة بناء على تواصل موجة البرد ونزول الثلوج بداية من يوم الأحد القادم. كيف قيم السيد الوزير الأوضاع الحالية؟ وماذا عن مستوى التدخلات الحاصلة والجارية؟ وما هي أبرز الاستعدادات التي تم اتخاذها تحسبا لمزيد تطور الأوضاع؟ ثم ماذا عن أنواع المخاطر التي يجري التحسب لها في ضوء ارتفاع منسوب المياه بالسدود وما يمكن أن ينجر عنه من مخاطر خاصة في علاقة بالمدن والقرى القريبة من وادي مجردة والتي كانت عرضة في السابق لمخاطر مياه الوادي التي غمرتها؟
* كيف تقيمون الوضع العام الحالي بمناطق الشمال بعد موجة البرد والثلوج التي إجتاحت هذه المناطق وتسببت في جملة من الصعوبات؟ إن الوضع العام بالمناطق الشمالية للبلاد بدأ في الانفراج والتحسن بعد جملة الصعوبات التي مر بها، خاصة بعد مجمل التدخلات التي حصلت على مستوى فتح الطرقات التي غمرتها الثلوج، وأيضا وصول كافة الإمدادات والمساعدات لسكان معظم الجهات سواء ما تعلق منها بالمواد الغذائية الأساسية أو تلك التي تتصل بمواد التدفئة من قوارير غاز وبترول أزرق، علما وأن تدخل الوزارة وكافة الأطراف الأخرى كان قد انطلق بداية من يوم السبت الماضي على كافة الواجهات والجهات وبشكل جماعي لكل الأطراف، وهو ما ساهم بشكل سريع في فك العزلة على كافة المناطق، خاصة أن أعمال إزالة الثلوج قد تواصلت دون انقطاع إلى حد الساعة، وأنه تم التوصل بفضل هذه الجهود الى فك العزلة خاصة وفتح كل الطرقات. غير أن تواصل تساقط الثلوج وما ينجر عنه من صعوبات متواصلة يدعو إلى اليقظة وإلى تواصل نشاطات الفرق العاملة على الطرقات وحضور أنواع الكاسحات لدحر مجمل كميات الثلوج بشكل متواصل وسريع. وأذكر في هذا الجانب أن منطقة عين دراهم من ولاية جندوبة هي التي ظهرت فيها بعض الصعوبات نتيجة الكثافة المرورية على طرقاتها والزيارات السياحية ومحدودية آداء المسالك والطرقات المؤدية إليها، غير أنه تم إرسال جملة من الآليات لفسح الطرقات وهو ما بدد كافة العوائق وسمح بالوصول إلى كافة جهات عين دراهم. * يشار إلى أن الكاسحات وآلات جرف الثلوج المعتمدة ليست من النوع الخاص برفع الثلوج من الطرقات وقد أدى تدخلها إلى جرف المعبدات وزاد في الصعوبات، فهل هناك نية في توريد أليات خاصة بإزالة الثلوج على غرار ما هو موجود بأوروبا؟ المعدات التي تشيرون إليها فعلا غير متوفرة بتونس، وهي معدات هامة ويتطلب ؟ اقتناؤها أموالا باهظة، ولعل الوضع المناخي في تونس لا يتطلب مثل هذه الآليات على اعتبار أننا بلد ليس مناخه ثلجي على الدوام. ولعل المطالبة بإيجاد كاسحات من "قرالير" يبقى قائما وسوف نعرض هذا على الحكومة للتفكير في توفيرها بتونس. وبخصوص التدخلات التي تمت على طرقاتها باعتماد كاسحات عادية فإننا اعتمدنا بعضها الذي يحمل عجلات مطاطية، غير أن صعوبة الظرف التي أحاطت بالجميع دعت إلى اعتماد بعض أنواع الجرافات الأخرى، وهي قد تكون تسببت في جرف معبدات بعض الطرقات، لكن هذه الأضرار الحاصلة تبدو محدودة جدا وسوف يقع إصلاحها في الإبان. * تدخل الوزارة في الجهات الشمالية، وأيضا بقية الأطراف من وزارات ومؤسسات يبدو أنه قد جاء متأخرا الأمر الذي إنجرت عنه صعوبات، فهل أن عملية التنسيق لم تكن منظمة ولم يقع اعتماد نشرة المعهد الوطني للرصد الجوي التي نبهت مسبقا لخطورة الوضع؟ إن التدخل كان في إبانه وذلك بداية من يوم السبت الماضي، ولعل جانب المفاجئة في تطور الأوضاع كان وراء بعض الصعوبات التي ظهرت في البداية، لكن سرعان ما أخذت الأمور مأخذ الجد بداية من إنعقاد مجلس وزاري للغرض ومن تحريك كافة الأطراف من وزارات التجهيز والفلاحة والداخلية وأيضا بمساهمة الجيش الوطني والحماية المدنية. وقد تجلى هذا من خلال السرعة المسجلة في فتح الطرقات وإزالة أكوام الثلوج ووصول الإمدادات من المحروقات ومواد التغذية لكافة الجهات، وأيضا فسح الطرقات أمام حركة المرور ومراقبتها على مدار الساعة. وقد تطلب ذلك جهدا مضاعفا، لكن ليس بالصعوبة الكبرى أو حصول عراقيل حالت دون تحقيق الأهداف المنشودة في عودة الأمور إلى نصابها. ولعلنا نثمن في هذا الجانب كافة الجهود التي بذلت من قبل العمال وأعوان الحماية والجيش الوطني الذين رابطوا على كافة الطرقات ليلا ونهارا وواصلوا ذلك دون انقطاع لحد الساعة. وأشير في هذا الجانب أنه تجري مراقبة كافة الطرقات من خلال وحدات قارة على عين المكان وأخص بالذكر الطرقات الوطنية رقم 16 و17 و121 لما تمثله من أهمية في الوصول إلى معظم المدن الشمالية. * هل ستتواصل اليقظة تحسبا لتطور الأوضاع في الأيام القادمة خاصة وأن هناك مؤشرات تؤكد تواصل التقلبات المناخية بداية من يوم الأحد القادم؟ اليقظة ستكون دائمة ودون انقطاع وسوف تتولى وحدات إزالة الثلوج من الطرقات مواصلة عملها وإقامتها بالمناطق الشمالية، ولتعزيز حضورها بجهات الشمال تم توفير ما يمكن من الآليات الكاسحة والجرافات من ولايات أريانة ونابل وبن عروس وسوسة وغيرها من الجهات، كما شركت عديد المقاولات الكبرى بإرسال معداتها وشاحناتها للجهات المتضررة وذلك لتوفير أقصى ما يمكن من الإمكانيات تحسبا لتطورات الأوضاع. وقد تجمّع لحد الآن 50 آلة ماسحة و14 آلة كاسحة و13 آلة رافعة، و8 شاحنات للإمداد، مع خلية متابعة وتنسيق وتزويد على عين المكان. * يشار الى أن منسوب مياه السدود قد إرتفع بشكل ملحوظ وهو أمر آخر قد يشكل تهديدا للسدود وللمدن والقرى المحيطة بها. فماذا عن الاحتياطات في هذا الجانب؟ هناك تنسيق جار ودائم في هذا الجانب مع وزارة الفلاحة ذات النظر، وهي تتولى متابعة ارتفاع مستوى المياه بالسدود، وتتولى تنفيسها بشكل تدريجي حتى لا تفوق المياه المجمعة بها طاقة استيعابها وتفيض على الجهات القريبة منها وخاصة المدن والقرى. ولعل الجانب الذي تقع مراقبته بشكل دائم وعبر وحدات قارة هو وادي مجردة الذي قد يحمل مياه متأتية من القطر الجزائري الشقيق، خاصة وأن هذه الظاهرة كثيرا ما تحصل وتتسبب في أضرار خارجة عن نطاق الجميع. وتبقى الاحتمالات في هذا الجانب مستبعدة على اعتبار أن بعض النقاط السوداء التي سجلت في الماضي قد وقع تلافيها عبر تحصين للمدن والقرى التي تقع في حوض وادي مجردة أو غيره من الأودية والسدود القريبة منها. * سجلت بعض الانزلاقات الأرضية في جهات مختلفة من الشمال، فهل هي ذات خطورة، وهل تتصل ببعض المناطق السكانية؟ الانزلاقات الحاصلة حصلت في بعض المرتفعات وكانت على مستوى بعض الجبال والأودية، وذلك نتيجة طبيعية للخصائص الطينية للمنطقة، وهي مظاهر معزولة ولم تسجل في مناطق سكنية، ولعل ما يخيف منها ذلك المسجل على بعض الطرقات التي جرفتها المياه أوتهاوت بفعل تكدس الثلوج. وأبرز ما سجل في هذا الجانب كان في مناطق وطرقات مثل الطريق رقم 17 طريق حمام بورقيبة ومدخل ماتلين، لكن سرعان ما حصلت تدخلات لتجاوز الأضرار المسجلة هناك. ولمزيد تفادي مخاطر هذا الجانب على الطرقات تم وضع علامات لتنبيه المواطنين من المخاطر التي قد تحصل في هذا المستوى وتنبيههم لأخذ الحذر من ذلك.