كان لتهاطل الأمطار بغزارة على امتداد ليلة واحدة كافيا لابراز العيوب التي تشكو منها البنية التحتية للطرقات وقنوات الصرف الصحي والبرهنة على عواقب البناء الفوضوي خاصة بجانب الأودية ومجاري المياه هذه الحقيقة ترددت على لسان المتساكنين بمرارة بالغة لأنهم يدركون جيدا أن مدينة يكتنفها البحر من جهات كثيرة لا يعقل ان تنحبس بها المياه، بل ان البعض مازال يتذكر تحطم جانب من سور محاذ للقنال بفعل المياه (تم منذ أقل من عقدين من الزمن). وفي الحقيقة فان سكان مدينة بنزرت كانوا يبتهجون في الماضي بتهاطل الامطار لأنها تسهم في تنظيف المدينة وفي ابراز مفاتنها وعناصر جمالها بما أن مياه الأمطار بالطرقات أو بالأودية كانت تأخذ في يسر طريقها المعتاد الى البحر. أما اليوم فقد باتت الأمطار تتجمع بمواقع متعددة بالمدينة وعندما تنحصر تخلف الأوحال في كل مكان.