تغطية كمال بن يونس نزار مقني إيمان عبد اللطيف يبدو أن حل الأزمة السورية يمر عبر الأنموذج اليمني، وعلى الأقل ذلك ما عبر عنه رئيس الجمهورية منصف المرزوقي في كلمته الافتتاحية ل"مؤتمر أصدقاء سوريا" والذي أضاف نحن نعمل على تلافي أن يكون الشعب السوري ضحية للعبة جيواستراتيجية، قائلا " نعمل على إنقاذ 23 مليون نسمة وهو تعداد الشعب السوري من مصير سيء إذا ما استمر تفجر الوضع في سوريا». وأوضح المرزوقي في كلمته أن "النموذج اليمني" مطروح بشدة في هذه الحالة للخروج من الأزمة السياسية والإنسانية الحالية، مضيفا أن المجتمعين في "مؤتمر أصدقاء سوريا" سيعملون على إقناع "الأصدقاء الروسيين والصينيين للضغط على الأسد لتسليم السلطة لنائبه"، مقابل حصانة قانونية توفرها موسكو له ولعائلته. وأضاف المرزوقي أنه لا يرى سوى هذا الحل لتجنب الخراب في سوريا، مضيفا أن هذا الأمر قد يساهم إلى حد بعيد في الابتعاد عن شبح الحرب. وقال المرزوقي في إطار كلمته "نعلم أن هذا الأمر (أي منح الحصانة للأسد) مناف للعدالة.. لكن إنقاذ الأرواح من الموت أهم من العدالة الآن". وأضاف المرزوقي في إطار استعراضه لحله للأزمة السورية أنه يقترح " تدخلا عربيا في سوريا في إطار قوات حفظ سلام ومراقبة تكون تحت إسم "عمليات الأمير عبد القادر" (مناضل عربي جزائري ضد الاستعمار الفرنسي)" ويكون هذا التدخل متبوعا بمجهود ديبلوماسي كثيف. المرزوقي لم يهمل الحديث في موضوع توحيد المعارضة، حيث دعا كافة أطياف المعارضة السورية للعمل على وحدة الصف، وذلك حفاظا على وحدة الشعب السوري بكافة فئاته الاجتماعية والطائفية. ورغم أن الأزمة السورية مازالت في أولها إلا أن المرزوقي لم يترك الأمر ينتهي إلى هذا الحد، بل استشرف بمستقبل السوري ما بعد الثورة، حيث قال في إطار مقترحه للعمل على مؤتمر لدعم سوريا انها ستحتاج إلى الدعم المالي لأن الإنتاج سيكون في أسوإ حالاته بعد الثورة. لغة الثقة التي تحدث بها المرزوقي في حل الأزمة السورية حسب نظرته، كانت بصماتها موجودة في مداخلتي وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني الذي دارت كلمته حول ضرورة تشكيل قوة عربية لفرض السلام في سوريا والسماح بدخول المساعدات، مضيفا أنه ينبغي تشكيل قوة عربية وفتح ممرات إنسانية لتوفير الأمن للشعب السوري. ورغم هذا التوجه الكبير نحو دعم الثورة السورية إلا أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي توجه في كلمته إلى ضرورة أن يتدخل مجلس الأمن وذلك بالعمل مع الوفود المشاركة في المؤتمر على ذلك، والعمل مع مجموعة الدول دائمة العضوية على ذلك، في إطار سعي كامل لإصدار قرر عاجل يدعو لوقف إطلاق النار في سوريا. وقائلا انه ينبغي أن يخرج الاجتماع بخطوات عملية ويعطي الاولوية لإصدار قرار عاجل من مجلس الأمن الدولي" يدعو لوقف إطلاق النار". ورغم هذا الإصرار العربي على ضرورة التدخل ولو في إطار سلمي إلا أن وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو كان له موقف آخر، حيث دعا كافة الوفود المشاركة لإيجاد سبيل لحرمان الحكومة السورية "من الوسائل التي تتيح لها ارتكاب فظائع ضد الشعب السوري". وتابع أوغلو أن عددا كبيرا من الدول المشاركة في مؤتمر تونس اتخذت بالفعل هذه الاجراءات لكن ينبغي بذل مزيد من الجهود في هذا المجال. وتأتي هذه الكلمات الافتتاحية في وقت عمل المجلس السوري الوطني على عرض رؤيته لفترة ما بعد الأسد، حيث دعا لاستمرار الانتفاضة حتى الاطاحة بالأسد أو تسليم السلطة وفقا لخطة جامعة الدول العربية، ومحاولة تشكيل مجلس رئاسة مؤقت من القادة الوطنيين وتشكيل حكومة انتقالية من الشخصيات العسكرية والسياسية والخبراء، تنتهي باجراء انتخابات تفرز برلمانا تأسيسيا يضع دستورا جديدا للبلاد، في إطار لا مركزي يعمل على المحافظة على هويات الأقليات في سوريا.