تعاني بلادنا منذ سنوات من ظاهرة البحث عن الكنوز والآثار فأنى ذهبت شرقا وغربا أو شمالا وجنوبا داخل الأرياف وفي المناطق الزراعية الا وتكتشف الحفر في كل مكان تقريبا وان الأمر تحول فعلا إلى ظاهرة. ويتعلق الأمر أحيانا بعمليات تحيل وشعوذة يسقط فيها كثير من الجهلة والبسطاء تنتهي غالبا أمام المحاكم. بينما هو في أحيان أخرى عمليات منظمة ممنهجة تتخذ من بعض المواقع الأثرية وما اكثرها في بلادنا مسرحا للنبش والتنقيب بواسطة آلات التراكس وبالاستعانة أحيانا بالات علمية متطورة وغالية الثمن "تستشف: المعادن من تحت الأرض. وقد نشر مؤخرا على الموقع الالكتروني لجريدة القدس العربي اشهار مميز وبالألوان لشركة انتصبت في بلادنا في منطقة المنزه الثامن من ضواحي العاصمة تروج لآلات يبدو حسب صورها انها متطورة جدا وذات تقنية عالية مخصصة للبحث عن الذهب خاصة وعن المعادن عموما. يبدو ان الانفلات شمل كل شيء في الفترة الحالية التي نعيشها فكأن التهديد المتواصل لثرواتنا التاريخية من قطع أثرية لا يكفي حتى يتم الترويج لمثل هذه الآلات والسؤال المطروح هو لماذا لم تنشر هذه الشركة اشهارها في الصحف التونسية بما ان منتوجها موجه أساسا الى التونسيين؟